قبل بضع سنين كان الهجوم يشنّ على فئة من المجتمع رفضت رواية الأخذ من الشّعر والأظافر لمن أراد أن يضحي، وذلك اعتبارا للأثر، وقول المذهب، وعليه العمل عند الجمهور ومنهم من الحنابلة.
واعتبروا كذلك أنّ تحديد سنّ الأضحية للكمال لأنّها خارجة في ذاتها عن دائرة الإلزام، فلا يلزم بذلك متعلقاتها إلا استحبابا.
فشنّ على هؤلاء الأخوة الهجوم بدعوى تهمة إنكار السّنة، ومخالفة العلماء والفتوى!!!
واليوم اكتشف هؤلاء أنّ الرواية [السّنة بالأمس] ضعيفة، وأنّ النّبي الأكرم عليه السّلام نفسه فعل ما يخالف رواية النّهي، وأنّ من شعائر الدّين ومقاصده في الأعياد التّجمل، فهل سيكون ممن شُنّ عليهم الهجوم قبل سنين هو السّنة اليوم!!!
كما أنّه اكتشف في المسألة ثلاثة أقوال، ويعني أنّ المسألة مسألة رأي، وقال المحققون قديما: لا إنكار في مسائل الخلاف أي الرأي، فلماذا كان الهجوم الشّنيع بالأمس؟
وهل هذه المراجعات ستشمل أيضا قضية السّن وأنّها من مسائل الرّأي!!!
كما أنّه نشر قبل فترة بسيطة أنّ رواية (سنة) قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ليست ثابتة، فهل سيكون عدمها هو السّنة، ولماذا شنّ سابقا على من قال إنّ روايات جميع فضائل السّور من وضع النّاس لحثهم على تلاوة القرآن!!!
لا أقول هذا استخفافا بأحد، ولكن أقولها مراجعة للواقع، ونقدا للذّات والخطاب، فلطالما اتّهم آخرون بإنكار السّنة في روايات ظنيّة الكلام حولها واسع، ولطالما شدد على النّاس في مسائل الرأي، واعتبر من أخذ بالأثر العملي كأنّه منكر للسّنة!!
كما أنّه يجب مراجعة مفهوم السّنة ذاتها، فكيف يصير سنّة اليوم ليس بسنة، وهل تصير بذلك بدعة أم اجتهادا، وإن كان الثّاني فهل يصير دينا أو رأيا، وإن كان الثّاني كذلك فلماذا الهجوم والاتهام والتضييق في مسائل رأي واسعة!!!
ولابد من تربية الجيل الجديد، خاصة في المدارس الدّينية التّقليديّة، والكليات والجامعات والمحاضرات مفهوم السّنة الواسع، والحذر من اتهام الآخر لمجرد روايات ظنيّة قد ترفض غدا، ولا تقبل يوما ما كما نرى، وتعويدهم على سعة الرّأي، وتقبل الآخر.
فيسبوك 1435هـ/ 2015م