شخصيا لا أحب الحديث حول أحداث السياسة، خاصة الخارجية، لأننا نستقي غالب الأخبار من القنوات الإعلامية، والعديد من هذه القنوات ليست محايدة، إما تأثرا بضغوطات سياسية، أو دينية حزبية!!!
لذلك دائما كشخص يحلل من خارج السرب أو الحدث، علينا أن نقف مع المبادئ، وعليها نزن الحدث، كان الحدث موافقا أم مخالفا!!
هناك من فرح من الانقلاب لا لكونه يؤيد الانقلاب؛ ولكن كرها للإخوان أو أوردوغان!!
وهناك من حزن لا لكونه كارها للانقلاب ولكن حبا للإخوان والإسلامين، ولو كان العكس لفرح، وصار كالفريق الأول!!
وعليه ننزل إلى المبادئ، والمبدأ يقول من حق الشعوب المشاركة في الشراك السياسي، وفق الدستور المنتحب، والمرتضى من الجميع!!!
فلا يجوز أن يقصى أحد بدعوى أنه إسلامي أو علماني أو لبرالي، فضلا عن التحزب المذهبي أو الديني، لأن كل فرد في المجتمع له صوت، وهذا الصوت مرتبط بذاته الإنساني لا بتوجهه وفكره وميوله المذهبي والفكري والطائفي والسياسي!!
فإذا جئنا إلى تركيا، فتركيا وصلت إلى الجانب الديمقراطي بقوة ونزاهة، فوصول أوردوغان إلى السلطة كان عن طريق الصندوق الحر والنزيه، بغض النظر عن مواقفه وميوله وتوجهاته، وافقها البعض أم خالفها آخرون، لكن لكونه ذاتا بشرية له الحق في ذلك كما أي رئيس منتخب في أمريكا أو فرنسا أو غيرها من دول العالم، وكونه إخوانيا أو إسلاميا لا يرفع حقه البشري والإنساني في الشراك في وطنه الأم تركيا!!
ولهذا كان الانقلاب في حقيقته نقطة سوداء في العمل الديمقراطي، والتغيير السياسي لا يكون عن طريق الانقلابات والعسكر؛ وإنما عن طريق الصندوق النزيه والمرتبط بذات الإنسان وفق دستور أي بلد وقوانينه!!
إن الفكر الديمقراطي والشراك الشعبي هو الفكر الذي كان عليه الإنسان، والجبروت العسكري، أو الاستعلاء الوراثي، وجعل الشعوب عبيدا لهم، والأوطان مزارع لمصالح الفئوية والذاتية هذا نكسة في الصيرورة البشرية والمجتمعية!!
هذا الفكر يضمحل يوما بعد يوم كلما انتشر الوعي خاصة في عالم اليوم، وكلما أيضا أدرك الناس القيمة الإنسانية لكل فرد في المجتمع، وليس القيمة الفئوية والطائفية والفكرية والمذهبية والقبلية!!!
وكلما قامت الشعوب بإصلاحات في هذا كلما كتب لها البقاء والتطور والتقدم، وأي انقلاب على اختيار الشعوب لن يأتي بخير، ويرجع الأوطان إلى الخلف قرونا بعد ما تجاوزته سنين!!
فيسبوك 1438هـ/ 2017م