البحوث

العلاقات الثّقافيّة بين عُمان ومصر

أصل البحث مقدّم للجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء للمشاركة في الملتقى الصّحفيّ العُمانيّ المصريّ في 5 – 6 يونيو 2023م في القاهرة، ونشر  في مجلّة الحياة، الجزائر غرداية، عدد (29)، رمضان 1445هـ/ أبريل 2024م، ص: 240 – 259.

تقدمة

بطلب من الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء للمشاركة في الملتقى الصّحفيّ العُمانيّ المصريّ في 5 – 7 يونيو 2023م، وقد أعددت ورقة بعنوان العلاقات الثّقافيّة بين عُمان ومصر ركزت فيها جملة على العلاقات الدّينيّة والسّياسيّة من حيث ارتباطها بالثّقافة، والإنسان العمانيّ والمصريّ على حدّ سواء، كما ركزت في الجملة على ما قبل 1970م، لكون ما بعده شائعا وحاضرا بصورة أكبر في الذّاكرة العمانيّة المعاصرة.

كتبه بدر بن سالم بن حمدان العبريّ

صباح الأحد – ولاية السّيب/ الموالح الجنوبيّة

15 ذو القعدة 1444هـ/ 4 يونيو 2023م

أولا: العلاقات الدّينيّة

العلاقات الدّينيّة بين عُمان ومصر لها جذورها القديمة، “فمنذ الألف الرّابع قبل الميلاد كانت مصر على صلة بأرض الجنوب من عُمان بالتّحديد ظفار، وكانت تسمّى بلاد بونت، أي بلاد أشجار اللّبان”[1]، واللّبان مرتبط بالمعتقدات المصريّة القديمة، كما أنّه ارتبط بدور العبادة حتّى اليوم.

وفي بداية العهد الإسلاميّ ارتبط الإباضيون بمصر ارتباطا مبكرا من النّصف الثّاني من القرن الأول الهجريّ من خلال حملة العلم، “أمّا مصر؛ فقد [ارتبطت] بشعيب بن المعروف، وأبي إسحاق إبراهيم، ومحمّد بن عبّاد، وابن اليسع، وعيسى بن علقمة، وأبي المؤرج عمر بن محمّد، وأمثالهم”[2].

وشعيب بن المعروف (ت بعد 171هـ) أصله من البصرة،  “ويظهر أنّ موطنه مصر، أو أنّه أقام فيها فترة من الزّمن”[3]، وكانت له “آراء كلاميّة وفقهيّة خالف فيها إخوانه من الإباضيّة[4]، وحاول هو ومن معه إذاعتها أيام أبي عبيدة، إلّا أنّ أبا عبيدة أنكرها عليهم، وطردهم من مجالسهم، فأتو إلى حاجب والرّبيع، وتابوا عن تلك الآراء، فقبلهم أبو عبيدة، وعادوا إلى مجالسهم، إلّا أنّهم عادوا إلى آرائهم بعد وفاة الإمام أبي عبيدة أيام الرّبيع، وخرجوا إلى مصر …”[5]، وشعيب “كانت له مكانة علميّة بين الإباضيّة”[6]، ومن مؤسّسي النّكاريّة من الإباضيّة في بلاد المغرب.

وعبد الله بن عبّاد المصريّ “… مصريّ الأصل، لكنّه عاد بعد إكماله دراسته في البصرة إلى مصر، واستقرّ فيها … وله آراء في الكثير من الأحيان مغايرة لأتباعه”[7] على نحو شعيب بن المعروف، “وكان  رأس علماء الإباضيّة بمصر …. ولعلّه مكث في البصرة لفترة قصيرة، أو رجع إلى مصر مباشرة بعد وفاة شيخه أبي عبيدة، وربّما قبل ذلك”[8].

وابن اليسع “قال عنه الشّماخيّ أنّه من أهل مصر”[9]، وكان تاجرا كبيرا.

ومن العلماء الإباضيّة من مصر “عيسى بن علقمة الّذي له كتاب لم يصل إلينا بعنوان التّوحيد الكبير”[10].

وكانت العلاقة  بين الإباضيّة ومصر في بداية العهد الإسلاميّ علاقة كبيرة لأسباب هجرة بعض المصريين إلى البصرة، وانضمامهم إلى مدرسة أبي عبيدة تلميذ جابر بن زيد، ثمّ بسبب الحجّ والتّجارة، فكانت من عناصر الالتقاء، وزاد من ذلك هجرة ووجود الأزد في مصر،  والإباضيّة العديد منهم من الأزد، وبسبب الاضطهاد الّذي تعرّض له الإباضيّون خصوصا في الدّولة الأمويّة هاجر العديد منهم إلى مصر، ثمّ أصبح من الأزد ولاة في مصر، خصوصا في الدّولة العبّاسيّة، مثلا “ولّى أبو جعفر المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب حكم مصر في منتصف ذي القعدة من عام 144هـ”[11]، والأزد لهم ارتباط كبير بعمان، وآل المهلب أصلهم من عمان، بجانب ارتباط بعضهم بالإباضيّة.

إلّا أنّه بسبب البعد الجغرافيّ بين مصر وعُمان، كان ارتباط مصر أكثر بالإباضيّة المغاربة، خصوصا أيام الدّولة الرّستميّة، واستقر العديد من علماء الإباضيّة من المغرب في مصر وارتبطوا بها، بل “وحتّى بعد سقوط الدّولة الفاطميّة، ظلّ الوجود الإباضيّ في مصر”[12]، ويُقال “بعد سقوط عصر الخلافة الفاطميّة في 567هـ/ 1712م، وقيام الدّولة الأيوبيّة، اعتنى صلاح الدّين بهم وبطلبة العلم، فأسكنهم في جامع أبي العبّاس أحمد بن طولون، وأجرى لهم أرزاقا في كلّ شهر، وجعل حكمهم إلى واحد منهم … فاتّسع نشاطهم، وكثر عددهم، حتّى صار لهم رواق في الجامع الأزهر”[13].

ولكثرة وجود الإباضيّة خصوصا المغاربة إمّا لطلب العلم في الأزهر أو التّجارة، ومنهم من استقر ودفن فيها، لهذا  أسّس لهم وقفا في مصر في عام 1494م أسّسه “الشّيخ سعيد بن عبد الله الجادوديّ من تجّار جربة”[14] بتونس.

ثمّ تطوّر الوقف إلى تأسيس “وكالة الجاموس في 27 مارس 1626م في مصر، والّتي لها الفضل بلا منازع في الحفاظ على الموروث الإباضيّ المخطوط … وسميّت الوكالة لأنّها تشتغل كوكالة تجاريّة، ريعها يقدّم لخدمة طلبة العلم”[15]، ويقال “إنّ سبب تسميتها بوكالة الجاموس أنّ جلد الجاموس كان أحد السّلع والبضائع الّتي كانت تتاجر فيها هذه الوكالة”[16]، “وتقع الوكالة في الحيّ الطولونيّ قرب جامع أحمد بن طولون”[17].

ومع كون الوكالة لها ارتباط بالشّق الإباضيّ المغربيّ إلّا أنّها ارتبطت أيضا بعمان، “فتتضح صلة عمان والعمانيين بهذه الوكالة منذ زمن بعيد … وكانت تدرس في حلقات العلم بهذه الوكالة بعض الكتب الدّينيّة لعدد من العلماء الجزائريين والعمانيين، كما قام عدد من سلاطين زنجبار بالتّبرع لنسخ عدد من المخطوطات الدّينيّة لعلماء عمانيين وجزائريين كذلك، ووقفها على طلاب العلم الدّارسين في الأزهر، والقاطنين بهذه الوكالة، ودرس عدد من الطّلبة العمانيين من الرّعيل الأول الّذين ذهبوا إلى الدّراسة في الأزهر في حلقات هذه الوكالة، واستفادوا من مكتبتها”[18].

ومع البعد الجغرافيّ إلّا أنّ الارتباط بين العمانيين عموما، والإباضيّة خصوصا في المجال الدّينيّ لم يتوقف حتّى يومنا هذا، “ففي القرن التّاسع للهجرة، الخامس عشر للميلاد؛ نسمع عن الشّيخ العمانيّ الفقيه الحاجّ محمّد بن عبد الله السّمائليّ، الّذي رحل من عُمان إلى مصر، ومنها إلى بلاد المغرب، حيث وصلها قبل عام 894هـ/ 1488م، وظلّ هناك فترة صحب فيها الشّماخيّ صاحب كتاب السّير”[19].

وفي بداية القرن العشرين ارتبط العمانيون بالحركة الإصلاحيّة في مصر في شقّها الدّينيّ، حيث “يرجعها بعض المؤرخين إلى وجود الحركات الإصلاحيّة في عهد محمد علي باشا [ت 1849م]، وإرساله البعثات العلميّة إلى أوربا، وبعضهم يرجع ذلك إلى حملة نابليون على مصر عام  (179-1801م)، ومع فشل الحملة وقصر مدّتها؛ إلا أنّه كان لها الأثر العلميّ والاجتماعيّ في مصر، في حين يرى آخرون أنّ الدراسات البحثيّة الاستشراقيّة كان لها الدّور الأكبر في تحريك المياه الرّاكدة، ووضع لبنة البحث العلميّ الأكاديميّ القائم على المنهج العلميّ الشّكيّ في ذلك، ومع هذا يعتبر القرن العشرون انطلاقة في هذا الطّريق بداية من الإمام محمّد عبده [ت 1905م]  وأستاذه جمال الدّين الأفغاني (ت 1879م) في مصر، وحركته الإصلاحيّة التّجديديّة”[20].

وارتباط العمانيين بالحركة الإصلاحيّة إمّا ارتباط مباشر تمثل في المراسلات المباشرة، فيذكر الشّليّ أنّه “توجد مراسلات علميّة بين الإمام محمّد عبده والعلّامة نور الدّين السّالميّ”[21]، والمسألة تحتاج إلى تحقيق، لكن يوجد ارتباط مباشر مع تلميذه محمّد عبده أي محمّد رشيد رضا (ت 1935م) من خلال مجلّة المنار، ومن خلال وجوده لفترة لأسبوع في عمان – كما سنرى في المبحث المقبل -، ومن خلال المراسلات الشّخصيّة، فقد “ارتبط محمّد رشيد رضا …. بفيصل بن تركيّ، تيمور بن فيصل، يوسف الزّواويّ، الزّبير بن عليّ، والإمام محمّد بن عبد الله الخليليّ، علاقة قويّة ووطيدة ربطت بينهم”[22]، “ونجد …. في أعداد سنة 1330هـ سؤالا عن الماسونيّة صادرا من السّيد أحمد بن يوسف الزّواويّ، وفي أحد أعداد سنة 1347هـ أسئلة من مسقط وجّهها عبد الله بن عبد العزيز البلوشيّ، وأسئلة أخرى من محمّد بن سعيد غباش السّلفيّ العمانيّ، وفي المقابل نجد في أحد أعداد سنة 1331هـ انتقادا واستدراكا على المنار كتبه إباضيّ يبدو أنّه من أهل عمان لم يذكر اسمه”[23].

أمّا العمانيون في شرق أفريقيا فقد ارتبطوا بالحركة الإصلاحيّة في مصر ارتباطا مباشرا بشكل أكبر، مثل “الأمين بن عليّ المزروعيّ (ت 1947م) قاضي قضاة كينيا الّذي عرف باطّلاعه على مجلّة المنار”[24]، “والشّيخ عليّ بن محسن البروانيّ وتأثره بأفكار كلّ من محمّد عبده، وجمال الدّين الأفغانيّ”[25].

وأمّا غير المباشر فعن طريق الحركة الإصلاحيّة البيوضيّة، نسبة إلى الشّيخ إبراهيم بيوض (ت 1981م)، ويرى المؤرخون الميزابيون أنّ الحركة الإصلاحيّة بمفهومها العامّ “كانت مع بزوغ شعاع النّهضة والإصلاح عند إباضيّة الجزائر في وادي ميزاب مع مطلع القرن الثّاني عشر الهجريّ، الثّامن عشر الميلاديّ، ومن أعماق الحياة الاجتماعيّة المترديّة الّتي يمر بها وادي ميزاب أثناء هذه الفترة، ومن خضم الصّراع بين الحق والباطل، وبين التّجديد والجمود”[26]، فيرجعها الأغلب إلى الشّيخ أبي زكريا يحيى الأفضليّ[27] [ت 1202هـ/ 1788م]، ويرجعها آخرون إلى الشّيخ الشّيخ عمّي سعيد الجربيّ[28] [ت 927هـ/ 1521م]، إلا أنّه من المتفق أنّ “للشّيخ محمّد عبده والشّيخ رشيد رضا [ت 1935م] من الأثر العميق في نفوس أهل الجزائر ما لم يكن لغيرهما من علماء الدّين المصلحين في المشرق، وقد سلك علماء الجزائر الّذين قادوا نهضتها طريق الشّيخ محمّد عبده في الإصلاح الدّينيّ”[29].

حيث ترتبط الحركة الإصلاحيّة بالشّيخ بيوض الّذي انتهج منهجا مؤسّسيّا حركيّا، “ففي 21 مايو 1925 أسّس معهد الحياة للتّعليم الثّانويّ، مركّزا على الثّقافة الإسلاميّة، والعلوم العربيّة المعاصرة”[30]، “وفي سنة 1931م شارك في تأسّيس جمعيّة العلماء المسلمين، وصياغة قانونها الأساسيّ”[31]، “وأسّس عام 1937م جمعيّة الحياة بالقرارة؛ لأجل النّهضة الإصلاحيّة بالجنوب”[32]، وتأثر العمانيين بهذه الحركة والّتي هي تأثرت بالإصلاح المصريّ، عن طريق العلاقات السّياسيّة بين الشّيخ بيوض والإمام غالب بن عليّ الهنانئّ (ت 2009م) خصوصا، وعن طريق المراسلات العلمائيّة، ولانتشار كتب وفتاوى وأفكار هذه الحركة رأسيّا في عُمان، والسّبب الأكبر في نظري عن طريق الجانب التّعليميّ، فقد بعث الشّيخ بيوض تلميذه ناصر بن محمّد المرموريّ (ت 2011م) “بطلب من الإمام غالب ليكون مشرفا للشّؤون الدّينيّة والثّقافيّة في مدرسة الإمام في القاهرة”[33]، وفي زيارة الإمام غالب لمدينة القرارة، حيث “رأى ما عليه التّعليم في وادي ميزاب؛ رغب أن ينال بعض الطّلبة العمانيين شيئا من تلك التّربية الفريدة من نوعها، فكلّم الإمام الشّيخ بيوض، وطلب منه الموافقة في استقبال بعض الطّلبة العمانيين، فرحب الشّيخ بيوض، وقال: نحن على أتمّ الاستعداد، فهم أبناؤنا، وهذا شرف لنا، أن نساهم بتعليم بعض الطّلبة، لعلّ الله أن يجعل منهم رجالا وقدوة بالعلم والتّربية، عندما يتزودون بسلاح العلم”[34]، “وفي عام 1966م بعث الإمام ستة عشر طالبا برئاسة الشّيخ يحيى بن سفيان بن محمّد الرّاشديّ”[35]، “ثمّ بعث خمسة عشر طالبا برئاسة الشّيخ محمّد بن ناصر بن راشد الرّياميّ”[36]، “وكان من اهتمام الشّيخ بيوض بالطّلبة العمانيين حيث بمجرد وصولهم إلى القرارة؛ فتح صندوقا للتّبرع باسم الطّلبة العمانيين في القرارة”[37]، ثمّ بعد 1970م انتشر الفكر الإصلاحيّ بصورة أكبر، كما هاجر العديد من الإصلاحيين الجزائريين إلى عمان لطلب العلم أو التّدريس أو الإمامة.

ومن الحركة الإصلاحيّة في مصر ولدت حركة الإخوان المسلمون على يدي حسن البنّا (ت 1949م) في 22 مارس 1928م، من حركة دعويّة إصلاحيّة إلى حركة سياسيّة تنظيميّة، بدايتها الرّغبة في عودة الخلافة الإسلاميّة بعد سقوط الدّولة العثمانيّة، وأنّ الإسلام دين ودولة، وأنّ دستور الدّولة القرآن، هذه الحركة لم تلق رواجا حينها في عمان عكس الحركة القوميّة واليساريّة في مصر، إلّا أنّ فكرها السّياسيّ في الشّورى المطلقة خلافا للقرشيّة في الجملة، والدّعوة لتحقّق العدل؛ تجانس مع الفكر الإباضيّ، كذلك بعد سقوط الحركات اليساريّة، وصعود حركات الإسلام السّياسيّ لقت كتب الأخوان، ككتابات سيّد قطب ومحمّد قطب وزينب الغزاليّ وغيرهم رواجا كبيرا في الخليج وعمان، كما أنّ بعضهم في النّصّ الثّانيّ من القرن العشرين انظمّ سياسيّا وتنظيميّا إلى الإخوان المسلمين من السّنّة ثمّ الإباضيّة بدرجة أقل، وإلى حزب الدّعوة  الشّيعيّ المتولد من فكرة حزب الإخوان المسلمون، وتطوّر ذلك إلى أحداث 1994م السنيّة، و1998م الشّيعيّة، و2005م الإباضيّة، وجميعها فشلت وفكّكت في الجملة.

.كما ارتبط العمانيون بدرجات متفاوتة بالأزهر الشّريف، وتخرّج منها رموز أكاديميّة كسعيد بن عبد العزيز بن عبد الرّحمن العليان (ت 2012م)، ومبارك بن سيف الهاشميّ (ت 2013م)، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الرّحمن العليان (ت 2019م)، والمقرئ حسن الفارسيّ (ت 2021م)، وصالح بن أحمد الصّوافيّ (ت 2022م)،  كما وفد من الأزهر رموز لها تأثير في الخطاب الدّينيّ العمانيّ المعاصر، مثل أبي الحسن محمّد شحاتة (ت 2006م)، وعبد الرّحمن البدريّ (ت 2019م).

ولمّا أسّس الإمام غالب بن عليّ الهنائيّ مدرسة للعمانيين في القاهرة استدعى لها “محاضرين من علماء ومشايخ الأزهر الشّريف، منهم الشّيخ محمّد الغزاليّ، والشّيخ حسن الباقوريّ، والشّيخ محمّد أبو زهرة، والدّكتور أحمد الشّرباصيّ، وغيرهم كثير”[38]، وكان الطّلبة يحضرون أيضا “محاضرة السّيّد سابق الأسبوعيّة”[39].

وقديما كان يوجد بعض الاهتمام وتبادل الكتب، خصوصا بين الإباضيّة والشّافعيّة ومركزها التّأريخيّ مصر، فقد “قام الإمام أبو زكريّا الأنصاريّ (ت 926هـ) في كتابه “المقصد في تلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء” وهو اختصار لكتاب  عماني، وهو “المرشد في الوقف والابتداء” للإمام أبي محمّد الحسن بن عليّ العمانيّ (ت 430هـ)”[40]، كما قام أبو سعد الكدميّ العمانيّ الإباضيّ (ت 362هـ) بشرح وتعقيب كتاب الإشراف على مذاهب العلماء: مختصر من كتاب الأوسط في السّنن والإجماع لابن المنذر النّيسابوريّ الشّافعيّ (ت 317هـ)، وضمّن أبو سعيد آراء المذهب الإباضيّ، وتناول الأبواب الفقهيّة من الطّهارات وحتّى الوكالة والغصب.

ما أشرت إليه هنا نماذج سريعة للعلاقة بين القطرين في الجانب الدّينيّ، وإلّا ما يخفى فهو أكثر، كما حاولت التّركيز بشكل أكبر في الجمل لما قبل 1970م؛ لأنّ ما بعدها مؤرخ وحاضر في الذّاكرة بكل كبير ومؤرشف.

ثانيّا: العلاقات السّياسيّة

من الصّعوبة تتبع الجانب التّأريخي للعلاقات السّياسيّة بين البلدين، ولكن يمكن قراءتها من خلال الحضارات الأولى، ثمّ الدّول الحاكمة، ومن خلال التّمدّد الدّينيّ والمذهبيّ والقبليّ، ومع هذا نركز على أحداث من 1900م وحتّى 1970م في الجملة، من خلال سلاطين آل سعيد والإمامة الإباضيّة والحركات اليساريّة وعلاقتهم بمصر سياسيّا وثقافيّا كخطوط عامّة.

أولا: المثققون المصريون وعلاقتهم بسلاطين آل سعيد في بداية القرن العشرين

لمّا قامت النّهضة في مصر في عهد محمّد عليّ باشا (ت 1849م)، كان يقابلها نهضة عربيّة عمانيّة في القسم الشّرقيّ من أفريقيا، وخصوصا في زنجبار، وقد عرف العمانيون فيها الطّباعة منذ فترة مبكرة، وقد أصدروا الصّحف والمجلّات في فترة مبكرة أيضا، كالنّجاح في 1911م، وفي العام نفسه صحيفة النّادي للحزب الوطنيّ.

كما تعلّق سلاطين آل سعيد بالثّقافة، وساعدهم على ذلك روحهم المتعايشة مع الجميع، مع الأديان والمذاهب وكافة التّوجهات، فمثلا يوثق الرّحالة جيمز ريموند ويلستد رؤيته في عهد حكومة السّيد سعيد بن سلطان ت 1273هـ/1856م من سلاطين دولة البوسعيد، وذلك لمّا زار عمان عام 1833م حيث يقول: “إنّ أهم ما تتسم به حكومة هذا الأمير – أي سعيد بن سلطان – هو بعدها عن ضروب القمع والاعتقال العشوائيّ، وسعة صدرها لكلّ المعتقدات، وتسامحها معها، وإبداؤها الكرم واللّطف الكبير لتجار أيّ بلد يفدون إلى مسقط ويقيمون بها”[41]، ويسجل الرّحالة الأمريكيّ إدموند روبرتس  شهادته عندما زار عمان عام 1833م حيث يقول: “كلّ الديانات في مناطق نفوذ السّلطان، يعامل أتباعها بتسامح شديد، وليس هـذا فحسب؛ بل تقدم لهم الحماية الكافية بأمر من السّلطان، ولا توجد أية عقبات تمنع النّصارى واليهود، أو غيرهم من ممارسة شـعائرهـم الدّينيّة، أو بناء معابدهـم”[42].

ثمّ حديثي هنا عن مثقفي مصر وعلاقتهم بسلاطين آل سعيد في بداية القرن العشرين، وهو حديث عن ثلاثة سلاطين، اثنان منهم من زنجبار، وهم السّلطان حمود بن محمّد بن سعيد البوسعيديّ (ت 1902م)، وكان محبّا للثّقافة، وفي عهده تمّ “حظر تجارة الرّقيق بشكل نهائيّ في زنجبار في العام 1897م، وتقديرا لذلك كرّمته الحكومة البريطانيّة بتقليده وسام الفارس الكبير من الملكة فيكتوريا بتاريخ 20 أغسطس 1898م”[43].

ثمّ ابنه السّيّد عليّ بن حمود (ت 1918م)، “وقد أنشأ أول مدرسة نظاميّة لتعليم البنين في عام 1908م”[44]، وكان منفتحا على إخوانه العرب، فزار الدّولة العثمانيّة والحجاز ومصر الكبرى.

وثالثهم السّلطان فيصل بن تركيّ بن سعيد (ت 1913م)، سلطان عُمان، ثاني أنجال السّلطان تركي بن سعيد، وهو من أولي البأس، وكان مهتما بالأطياف المختلفة، لولا عودة الانقسامات الدّاخليّة في عهده، وعودة الاضطراب السّياسيّ.

ففي عهد السّيد حمود بن محمّد أرسل صاحب مدرسة أحمد الماجديّ بمصر للبنين والبنات عام 1901م، وكان رئيس تحرير جريدة المعتصم، رسالة شكر على مساعدة السّلطان للمدرسة حمود، وقدرها ثلاث جنيهات، وردّا للفضيل، جعل قسما لتعليم الفقراء باسم “قسم جلالة سلطان زنجبار الأعظم”[45].

كما دعم السّيّد حمود جريدة المحروسة، وهي جريدة سياسيّة أدبيّة أنشئت عام 1875م في مصر، ودعمه لرئيس تحريرها كما في الرّسالة المرسلة من رئيس التّحرير إلى السّلطان حمود، والمؤرخة في 7 يناير 1901م،  وقد أرسل سابقا رئيس التّحرير إلى السّلطان ذاته في 5 سبتمبر 1899م رسالة يرجو من السّلطان حمود دعمه لكتاب “سلافة العصر في شعراء العربيّة بكل مصر”، ووصفه بأنّه “من أنفس الكتب وأحسنها”[46]، على أن يكون اسم السّلطان في صدر الكتاب، كما تدل الرّسالة على جواب لقيمة الاشتراك في الجريدة، وهذا يدلّ على اهتمام السّلطان بها.

وفي 3 يوليو 1902م أرسلت صاحبة مجلّة “السّعادة” روجينا عواد، الصّادرة في القاهرة 1902م العددَ الأول تيمنا إلى السّلطان السّيّد حمود بن محمّد بن سعيد سلطان زنجبار[47].

كما نجد تواصل رؤساء تحرير المجلّات المصريّة مع السّلطان السّيّد حمود بن محمّد بن سعيد، من ذلك رئيسة تحرير مجلّة المرأة أنيسة عطا الله في 29 نوفمبر 1901م[48]، ورئيس تحرير جريدة السّهام المصريّة جورج إسحاق في 20 يونيو 1902م[49].

كما أرسل صاحب جريدة السّرور والمطبعة الوطنيّة بالأسكندريّة عبد المسيح الأنطاكيّ رسالة شكر  إلى السّلطان السّيّد حمود، على دعمه لطباعة كتاب، وذلك بتأريخ 21 مارس 1901م[50].

وفي عهد السّيّد عليّ بن حمود – على قصر عهده، لوفاته وهو ابن اربع وثلاثين سنة – إلّا أنّه استمر على نهج ابيه وأجداده في الانفتاح على الثّقافة والمعرفة، وعلى تشجيع العرب خصوصا في ذلك، ومن ذلك رسالة عبد المسيح الأنطاكيّ في 19 يونيو 1905م إلى السّيّد سالم بن محمّد بن سالم الرّواحيّ بشأن التّوسط لدى السّلطان عليّ بن حمود ليتحفه بالقصائد الّتي قيلت في والده لطباعتها في كتاب أو ديوان مستقل[51].

“وعبد المسيح الأنطاكيّ [والّذي كان أيضا] رئيس تحرير مجلّة “العمران” الشّهريّة الّتي كانت تصدر في القاهرة، قد زار مسقط في 1907م، والتقى بالسّلطان فيصل بن تركي”، وقد أكرمه السّلطان، وضيّفه واستمع له[52]، ووصف استقباله بقوله: “إذ قابلنا سموّ سيّدنا ومولانا السّلطان الأعظم بالقرب من الباب ببشاشته المعهودة، وصدره الرّحب، وكان يقول أهلا ومرحبا …. ثمّ جلس سموّه، وأمرني بالجلوس إلى جانبه، فسألني عن سفري وراحتي تلطفا، فشكرت ودعوت …”[53].

وأرسل مدير مجلّة الهلال إبراهيم زيدان إلى السّلطان السّيّد عليّ بن حمود بتأريخ 4 سبتمبر 1906م، تفيد دعم السّلطان للمجلّة، وقد بلغت السّنة الرّابعة من عمرها، كما أرسلوا إليه خمس نسخ من من رواية العبّاسة أخت الرّشيد، وخمس نسخ من تأريخ التّمدن الإسلاميّ في جزئه الخامس[54]، وقد أرسل له سابقا في 19 أبريل 1900م كتاب جمّعه وسماه “نوادر الكرم في الجاهليّة والإسلام”، ووصفه بأنّه “يحتوي على أشهر نوادر أهل الجود والكرم الّتي جرت لعهد البرامكة ومن جاراهم في السّخاء كمعن بن زائدة، وحاتم الطّائيّ، والخلفاء، وغيرهم”[55].

كما أرسل محّمد رشيد رضا صاحب مجلّة المنار الصّادرة في القاهرة إلى السّلطان السّيّد عليّ بن حمود بن محمّد في 16 أكتوبر 1910م، لمّا علم أنّه كان في القاهرة، وقد عرض عليه المشروع الّذي أسّسه في عاصمة الدّولة العثمانيّة “أسطنبول”، وهو تأسيس جمعيّة دينيّة علميّة خيريّة غير ربحيّة، ولا تتدخل في السّياسة، مؤلفة من جميع المذاهب الإسلاميّة، وتجمع المسلمين فيما اجتمعوا عليه، ويعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه، وذلك لأنّ السّلطان “….مَن يعلم ما عليه المسلمون من جميع الفرق في جميع البلاد من الضّعف في العلوم والفنون والصّناعات، والآداب الاجتماعيّة، والشّؤون المدنيّة، ويعلم أنّ علّة العلل لذلك هي سوء فهم الدّين الإسلاميّ، وكثرة البدع والتّقاليد فيه، وجهل علمائه بتطبيق أصوله وأحكامه على مصالح البشر في هذا العصر، وتعصبهم لمذاهبهم الّتي فرقت الأمّة الإسلاميّة، وجعلتها شيعا يعادي بعضها بعضا …”[56].

وفي عهد السّلطان فيصل بن تركيّ بن سعيد أشرنا إلى زيارة عبد المسيح الأنطاكيّ له في مسقط عام 1907م، كما زاره أيضا السّيّد رشيد رضا  عندما مرّ إلى عُمان وبالتّحديد مسقط وهو راجع من مومباي في الهند يوم الاثنين 19 جمادى الأولى 1330هـ/ 6 مايو 1912م، والتقى بالسّلطان فيصل بن تركيّ، وقد خصّص له رجالا لاستقباله، ويؤرخ ذلك رشيد رضا بقوله: “أقمت في مسقط أسبوعا كان يختلف إليّ كلّ يوم وليلة منه وجهاءُ البلد وأذكياؤه، ويلقون عليّ الأسئلة الدّينيّة والفلسفيّة والأدبيّة والاجتماعيّة، وزارني السّلطان في دار الضّيافة أيضا، ومكث معي ساعات، وزرته في مجلس حكمه عدّة مرات، وكان يلقي عليّ في كلّ مرة الأسئلة المختلفة، وكان يكون معه في مجلسه أخوه السّيّد محمّد، وهو كثير المطالعة في الكتب، ولكنّه لا يحبّ البحث في المجالس في كلّ ما يطلع عليه من المسائل، وقد عهد السّلطان إلى كاتبه الخاصّ من أهل السّنّة الزّبير بن عليّ أن يتولى أمر العناية بضيافتي، وإلى كاتبه الآخر الشّيخ إبراهيم بأن يتعاهدني معه أيضا”[57]..

وحين موعد سفره من مسقط ضحى يقول: “مكثتُ في مجلس السّلطان زهاء ثلاث ساعات من أول نهار السّفر، كان يُلقي فيها عليّ الأسئلة الكثيرة في العقائد وما يتعلّق بها، والأحكام الشّرعيّة والاجتماعيّة والتّاريخيّة، وتارة يشير إلى رجاله بأن يسألوا، وكانوا جميعا يسرّون من الأجوبة”[58].

هذه لمحات بسيطة جدّا من تأريخ وذاكرة العمانيين من خلال نماذج سلاطينهم، وما قدّموه من حسنات معرفيّة وثقافيّة، وانفتاح على الآخر، وإن كان مختلفا عنهم في بعض الجوانب الدّينيّة أو المذهبيّة أو الفكريّة،فلم يكن هدفهم سياسيّا أو دينيّا أو مذهبيّا، فغايتهم الإنسان ومعرفته ومكانته.

ثانيا: علاقة مصر بمرحلة الإمامة.

أسّست الإمامة في عهد الإمام غالب بن عليّ الهنائيّ [ت 2009م] مكتبا لها في القاهرة، “وعندما حلّ الإمام غالب في مصر وجد من الحكومة المصريّة ترحابا وتذليلا لكلّ العقبات، فكان أن استأجرت الحكومة المصريّة فيلّا في الزّمالك في شارع أبي الفدا على كورنيش النّيل، وحوّلت الفيلّا إلى مدرسة باسم: مدرسة إمامة عمان، وتكفلت الحكومة المصريّة بمصاريف الإيجار والكهرباء والماء، وفضلا عن أربع أساتذة مصريين، وكتب مدرسيّة، وكان ذلك في حدود سنة 1960م، والأساتذة الكرام هم: الأستاذ عزمي ناظر المدرسة وأستاذ [كلّ] العلوم … وابنه الأستاذ ممدوح أستاذ اللّغة الإنجليزيّة، والأستاذ الصّاويّ أستاذ اللّغة العربيّة، والأستاذ سمير أستاذ الرّياضيّات … والشّيخ النّاصر المرموريّ أستاذ التّربية الإسلاميّة منتدبا من قبل أهل الميزاب في الجزائر”[59]، وقد “طلب الإمام غالب بن عليّ الهنائيّ من الشّيخ إبراهيم بن عمر بيّوض أن يختار له رجلا من علمائهم ومثقيهم ليتولى الإشراف على المدرسة الخاصّة في القاهرة، فاختار له …. الشّيخ ناصر بن محمّد المرموريّ …”[60].

“ثمّ انتقلت [مدرسة إمامة عمان] إلى شارع محمّد مظهر في الزّمالك أيضا، وكانت بمساحة أكبر، وكانت تستوعب تسعة صفوف، منها صف واحد للبنات، وكنّ خمس بنات، واستمر وجود المدرسة إلى سنة 1968م، حيث كان يهجرها كلّ الطّلبة بعد سنة واحدة أو سنتين دراسيين، وينضمون إلى مدارس أخرى أكثر احترافيّة”[61]، “وكان الممثل الفكاهيّ المصريّ إسماعيل يس يسكن في شارع محمّد مظهر في شقّة مطلة على المدرسة، فكان من وقت لآخر يخرج إلى شرفة شقته ويتحف الطّلاب بما عنده من الحركات الفكاهيّة”[62].

“وأرسل الإمام غالب الأستاذَ عبد الله الغزاليّ رسولا إلى العمانيين في كل من رواندا وبوروندي وكونغو؛ ليحث آباء العمانيين على إرسال أولادهم إلى القاهرة للدّراسة، فوصل الغزاليّ والشّيبة السّالميّ إلى بروندي في حدود سنة 1961م، حيث زارا البلدان البورونديّة الّتي فيها جالية عمانيّة”[63].

وفي عهد السّلطان قابوس (ت 2020م) “تمّ تكريم [الأستاذ عزمي] من قبل حكومة سلطنة عمان في الثّمانينيّات، ومنح وساما سلطانيّا نظير خدماته وجهوده في خدمة الطّلبة العمانيين، كأستاذ في مدرسة إمامة عمان، ثمّ بعد ذلك كإداريّ في سفارة عمان في القاهرة”[64].

ثالثا: علاقة مصر بالحركات اليساريّة والقوميّة العمانيّة

تأثر العمانيون – خصوصا في الشّمال – بالحركات اليساريّة، نتيجة الاضطراب السّياسيّ في عُمان حينها، والاستعلاء الإنجليزيّ، والضّعف المعيشيّ والتّعليميّ، حيث “هاجر معظم الشّباب العمانيّ للعمل أولا، وللتّعليم ثانيا، وكانت مدن كالكويت وأبو ظبي والدّوحة والمنامة، وحواضر كبغداد ودمشق والقاهرة، تعجّ بأعداد ليست بالقليلة من الشّباب العمانيّ الباحثين عن العلم والعمل”[65]، ولانتشار المدّ اليساريّ بين النّخب؛ تأثر به العمانيون في الخارج، وشكلوا لها جبهات بمسميات مختلفة، كحركة القوميين العرب فرع عمان، والجبهة الشّعبيّة الدّيمقراطيّة العمانيّة.

كما تأثر العمانيون بالمدّ القوميّ النّاصريّ، وبخطابات جمال عبد النّاصر (ت 1970م) الملهمة، فأصبح ذاته داعما لها، ومن أهم مراكز الجبهة حينها القاهرة، كما تأثر العمانيون في أفريقيا بهذا المدّ ذاته، “ومنذ منتصف خمسينيّات القرن العشرين، ومع وجود إذاعة صوت العرب باللّغة السّواحيليّة … الّتي كان يديرها العمانيّ سعيد خليفة البوسعيديّ من القاهرة”[66].

كما كانت القاهرة داعمة بقوّة للجمعيّة الخيريّة الظّقاريّة، وكانت تتراوح بين الإسلام واليسار، ومقر مكتبها القاهرة، “من أبرز قياداتها: سالم محمّد شعبان العجيليّ، يوسف بن علويّ، ومسلّم بن نفل الكثيريّ”[67]، كما اتّخذت جبهة تحرير شرقي الجزيرة العربيّة المحتل “من القاهرة مركزا مؤقتا لها”[68].

ثانيّا: العلاقات الثّقافيّة والأدبيّة

ما ذكرته سابقا في الجانبين الدّينيّ والثّقافيّ مرتبط بشكل كبير بالثّقافة، إلّا أنّ الفرد العمانيّ بذاته ارتبط بمصر، كما ارتبطت مصر بعمان، ولا شك أنّ التّأثير المصريّ كبير على المثقف والفرد العربيّ فضلا عن العمانيّ، نتيجة الإعلام والمسلات والفنّ والكتاب والصّحف والمجلّات، وحضور المصريّ في التّعليم والإرشاد.

ولمّا زرتُ مصر لأول مرة عام 2016م قلتُ فيها وأنا أتأمل نيلها وصعيدها وتلالها: “ولدنا ونشأنا في مصر وإن لم نرها يوما، وصدق من قال: مصر أمّ الدّنيا، فمنذ بداية الطّفولة وحتى الثّانويّة وبعدها غالب من درّسنا كانوا من مصر، ونسبة كبيرة من التّلفاز ومسلسلاته وأغانيه كانت لمصريين، وأكثر الكتب الّتي كانت تتناقل بين الشّباب حينها ويستهويها الجميع كانت من مصر، لقد نشأنا مع كتب القرضاويّ والغزاليّ وفرج فودة والشّعراويّ ومصطفى محمود وأنور الجنديّ، وكتيّبات ومحاضرات كشك وجاد الحق وجمال البنا وأبي زهرة وعمارة وطه حسين وشلتوت وخالد محمّد خالد وسيّد قطب ومحمّد قطب وزينب الغزاليّ والعقاد ومصطفى المراغيّ وعليّ عبد الرّازق وقاسم أمين وسلامة موسى ومحمّد عبده والطّهطاوي وغيرهم كثير جدا، لقد استمتعنا منذ الصّغر بترجمات المنفلوطيّ وروايات الحكيم ونجيب محفوظ وعبقريات العقاد ومقالات الرّفاعيّ وشعر شوقي وحافظ والرّفاعيّ ومقدمات الزّيات، وكانت أصوات عبد الباسط والحصريّ والمنشاويّ حاضرة في كلّ روح، وابتهالات النّقشبنديّ لا زالت في الأذهان، بينما كانت ألحان سيّد درويش والموجيّ ومحمّد عبد الوهاب وسيّد مكاويّ وبليغ حمديّ وغيرها تسود كلّ فنّ ولحن، فكيف وقد أطرب غناء أم كلثوم وعبد الحليم ونجاة وفريد وغيرهم ممّن كان مصريّا أو عاش فيها العالمَ  أجمع، لقد عشنا منذ بدايات تكويننا مع الملكيّة في مصر، من محمّد عليّ بك وإصلاحاته وبعثاته إلى سقوط الملك فاروق، واستمتعنا بأحاديث ثورة سعد زغلول وعرابيّ والصّراع مع الإنجليز والملكيّة، وعشنا تماما ثورة الضّباط الأحرار وسقوط الملكيّة، وتعيين الجمهوريّة البرلمانيّة بقيادة محمّد نجيب، ثمّ الانقلاب عليه وصعود جمال عبد النّاصر، وما حدث في عهده وقبله آخر الملكيّة من أحداث، كالصّراع مع الإخوان، ومقتل النّقراشيّ، وقضيّة التّنظيم السّريّ، واعتزال الغزاليّ، ومقتل حسن البنا، وقضية تأميم قناة السّويس، وهزيمة مصر مع إسرائيل، ومرت بنا الأحداث إلى وفاة عبد النّاصر بسكتة قلبية، وصعود السّادات وما حدث في عهده من فتح الحريّات للإسلاميين وغيرهم، وحرب أكتوبر حرب انتصار مصر، ومعاهدة السّلام مع إسرائيل أو كامب ديفيد وخلاف السّادات مع البابا شنودة إلى حادثة اغتياله، ومن ثمّ صعود حسني مبارك وتراجع الوضع الاقتصاديّ والفنيّ والمعرفيّ في عصره، هذه الأحداث عشناها وكأننا مصريون وإن لم نر مصرا بأعيننا، لكن رأيناها بعقولنا وقلوبنا”[69].

لقد ارتبط العمانيون بمصر في العصر الحديث من حيث التّعليم خصوصا، وفوق ما أسلفنا من بعض الاهتمام السّياسيّ بذلك؛ إلّا أنّ هناك اهتمام ذاتي من العديد من العمانيين تجّارا وأفرادا، حيث رأوا مصر قبلة لهم، فقد كان “الأستاذ عبد الله الغزاليّ – سفير سلطنة عمان في القاهرة فيما بعد – محبّا للعلم والتّعليم، وفي الخمسينيّات وما بعدها حتّى بداية السّبعينيّات اهتم كثيرا بالطّلبة العمانيين الّذين نزلوا في بغداد ودمشق والقاهرة، ويلتقي بأولئك الطّلبة مستفسرا عن أحوالهم، ويمشي بين المكاتب الحكوميّة لتلك الدّول للحصول على منح دراسيّة لأولئك الطّلبة من تلك الدّول …. حيث تمكن من تخفيف العبئ المالي الثّقيل عن أهالي أولئك الطّلبة”[70].

كما “كان الآباء العمانيون يرون أنّ أولادهم المولودين هناك [أي في شرق أفريقيا] يكبرون على اللّغة السّواحيليّة، ولا ناقة لهم في اللّغة العربيّة، فبدأوا بإرسال أولادهم ذكورا وإناثا إلى القاهرة في أواخر الخمسينات لكي تكون دراستهم باللّغة العربيّة”[71].

كما كان لبعض الأقلام العمانيّة مساهمات مبكرة في الصّحف المصريّة، “ومثال ذلك مقالة الشّيخ ناصر بن سليمان اللّمكيّ المنشورة في مجلّة الهلال المصريّة في عددها الصّادر بتاريخ 1/7/1906م …. بعنوان: أشهر الحوادث وأعظم الرّجال: حميد بن محمّد المرجبيّ فاتح الكونغو”[72]، “وكان للشّيخ ناصر بن سالم البهلانيّ مقالات ومشاركات في الأهرام المصريّة …. وفي المقابل قيام الشّاعر المصريّ أحمد شوقيّ بنشر ديوان أبي مسلم البهلانيّ في القاهرة عام 1908م – 1909م”[73]، وكان بينهما مراسلات.

وبظهور الطّباعة الحديثة كان الكتاب العمانيّ حاضرا في مصر عن طريق المطبعة البارونيّة الّتي أسّسها الشّيخ محمّد بن يوسف البارونيّ اللّيبيّ النّفوسيّ (ت 1927م)، وقد “ذهب إلى مصر، وواصل دراساته العليا في جامع الأزهر حوالي سنة 1292هـ/ 1875م”[74]، حيث أسّس المطبعة سنة 1297هـ/ 1880م[75] في “شارع بن طالون بالجدريّة في القاهرة”[76]، ومن الكتب العمانيّة الّتي طبعت فيها: ديوان ابن النّضر العمانيّ، وديوان ابن زياد العمانيّ، والدّلائل للمحروقيّ، وتلقين الصّبيان للسّالمي، والصّراط المستقيم للمنذريّ، وغيرها.

ومصر حاضرة بقوّة في الأدب العمانيّ المعاصر، “فلم يتخلّف [عبد الله] الطّائيّ عن المشاركة في قضيّة العدوان الثّلاثيّ على بور سعيد، هذه القضيّة الّتي هزت الكيان العربيّ، فكان الشّعر سلاحه، ونجد له في هذا المجال قصيدتين، الأولى عنوانها قبلة الوطنيّة، والأخرى شرف الأحرار، حيث يقول في الأولى مخاطبا بورسعيد …..:

فبورسعيد قدوتنا      لزحف ثابت القدم

لزحف سوف يجعل من     ذئاب البغي كالغنم”[77]

المراجع[78]

الشّليّ: عليّ بن سالم، الوجود الإباضيّ في مصر؛ ط مكتبة خزائن الآثار، عُمان – بركاء، الطّبعة الأولى، 1439هـ/ 2018م.

عبد الحليم: رجب محمود، الإباضيّة في مصر والمغرب وعلاقتهم بإباضيّة عُمان والبصرة؛ ط مكتبة العلوم، عُمان – مسقط، ط 1410هـ/ 1990م.

الخراسانيّ: أبو غانم، مدوّنة أبي غانم الخراسانيّ؛ تحقيق: يحيى النّبهانيّ وإبراهيم العساكر، ط مكتبة الجيل الواعد، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1427هـ/ 2006م.

السّعديّ: فهد بن عليّ؛ معجم الفقهاء والمتكلّمين الإباضيّة: قسم المشرق، ط مكتبة الجيل الواعد، عُمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1428هـ/ 2007م.

العيسائيّ: سعيد بن سليمان، مقالة نحو تواصل ثقافيّ حضاريّ بين الشّعوب: وكالة الجاموس أنموذجا، نشر في مجلّة الثّقافيّة، عدد (34)، 1 شوال 1444هـ/ 1 مايو 2023م.

العبريّ: بدر، مقالة التّواصل الجزائريّ العمانيّ من خلال الحركة الإصلاحيّة البيوضيّة؛ نشر مجلّة الحياة، الجزائر – غرداية، عدد (24) رمضان 1440هـ/ جوان 2019م.

الشّيبانيّ: سلطان بن مبارك، قبسات من أنوار البدر الزّاهر؛ ط الأجيال، عُمان، الطّبعة الأولى، 1429هـ/ 2008م.

الزّدجاليّ: هدى، العمانيون وأثرهم الثّقافيّ والفكريّ في شرق أفريفيا: 1870 – 1970م؛ ط الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء، عُمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 2021م.

الشّيخ بالحاج: قاسم بن أحمد، معالم النّهضة الإصلاحيّة عند إباضيّة الجزائر؛ ط جمعيّة التّراث، القرارة – غرداية/ الجزائر، الطّبعة الأولى، 1432هـ/ 2011م.

ناصر: محمّد صالح، مشايخي كما عرفتهم؛ ط دار ناصر للنّشر والتّوزيع، الجزائر/ الجزائر، الطّبعة الثّانية، 1434هـ/ 2013م.

الزّيديّ: ناصر بن محمّد، حديث لبعض ما حدث في حياة السّلف ودليل للخلف؛ ط مكتبة الجيل الواعد، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1444هـ/ 2022م.

الحجريّ: هلال، عمان في عيون الرّحالة البريطانيين قراءة جديدة للاستشراق؛ ترجمة خالد البلوشيّ، ط الانتشار العربيّ، بيروت لبنان، والنّادي الثّقافيّ مسقط، الطّبعة الأولى، 2013م.

البحرانيّ: عماد بن جاسم، زنجبار بملامح عمانيّة، ط دار سؤال، لبنان – بيروت، الطّبعة الأولى، 2017م.

المحروقيّ: محمّد، والشّهيميّ: سلطان، مراسلات زعماء الإصلاح إلى سلطانيّ زنجبار حمود بن محمّد وعليّ بن حمود البوسعيديين؛ ط جامعة نزوى، عُمان – نزوى، الطّبعة الأولى، 2015م.

أنطاكي: عبد المسيح، سياحة في مسقط؛ ط ذاكرة عمان، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1440ه/ 2019م.

الشّرجيّ: سلطان بن محمّد، العمانيون في بوروندي: رومونجيّة نموذجا؛ ط مكتبة بيروت، عُمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 2022م.

الهاشميّ: سعيد سلطان، عُمان الإنسان والسّلطة: قراءة ممهدة لفهم المشهد السّياسيّ العمانيّ المعاصر؛ ط مركز دراسات الوحدة العربيّة، لبنان – بيروت، الطّبعة الثّانية، 2015م.

العبريّ: بدر، إضاءة قلم: التّعايش تأملات ومذكرات؛ ط الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 2019م.

كروم: الحاجّ ـحمد حمّو، المطبعة البارونيّة ودورها في نشر الكتاب العمانيّ؛ بحث مطبوع في كتاب حركة الطّباعة العمانيّة وأثرها في التّواصل الحضاريّ، ط ذاكرة عمان، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1440هـ/ 2018م.

الكنديّ: محسن بن حمود، عبد الله الطّائيّ وريادة الكتابة الأدبيّة الحديثة في عُمان؛ ط الجنادريّة، الأردن – عمّان، ط 1430هـ/ 2009م.


[1] الشّليّ: عليّ بن سالم، الوجود الإباضيّ في مصر؛ ط مكتبة خزائن الآثار، عُمان – بركاء، الطّبعة الأولى، 1439هـ/ 2018م، ص: 130.

[2] عبد الحليم: رجب محمود، الإباضيّة في مصر والمغرب وعلاقتهم بإباضيّة عُمان والبصرة؛ ط مكتبة العلوم، عُمان – مسقط، ط 1410هـ/ 1990م، ص: 84، بتصرّف بسيط.

[3] الخراسانيّ: أبو غانم، مدوّنة أبي غانم الخراسانيّ؛ تحقيق: يحيى النّبهانيّ وإبراهيم العساكر، ط مكتبة الجيل الواعد، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1427هـ/ 2006م، ص: 721.

[4] مثل تشريكه للمتأولين,

[5] السّعديّ: فهد بن عليّ؛ معجم الفقهاء والمتكلّمين الإباضيّة: قسم المشرق، ط مكتبة الجيل الواعد، عُمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1428هـ/ 2007م، ج2، ص: 178.

[6] نفسه؛ ج2، ص: 178.

[7] الشّليّ: عليّ بن سالم، الوجود الإباضيّ في مصر؛ مرجع سابق، ص: 64.

[8] الخراسانيّ: أبو غانم، مدوّنة أبي غانم الخراسانيّ؛ مرجع سابق، ص: 719.

[9] عبد الحليم: رجب محمود، الإباضيّة في مصر والمغرب وعلاقتهم بإباضيّة عُمان والبصرة؛ مرجع سابق، ص: 97.

[10] الشّليّ: عليّ بن سالم، الوجود الإباضيّ في مصر؛ مرجع سابق، ص: 65.

[11] نفسه، ص: 51.

[12] نفسه، ص: 28.

[13] نفسه، ص: 28 – 29.

[14] العيسائيّ: سعيد بن سليمان، مقالة نحو تواصل ثقافيّ حضاريّ بين الشّعوب: وكالة الجاموس أنموذجا، نشر في مجلّة الثّقافيّة، عدد (34)، 1 شوال 1444هـ/ 1 مايو 2023م، ص: 128.

[15] نفسه، ص: 128.

[16] نفسه، ص: 128.

[17] نفسه، ص: 128.

[18] نفسه، ص: 129.

[19] عبد الحليم: رجب محمود، الإباضيّة في مصر والمغرب وعلاقتهم بإباضيّة عُمان والبصرة؛ مرجع سابق، ص: 152.

[20] العبريّ: بدر، مقالة التّواصل الجزائريّ العمانيّ من خلال الحركة الإصلاحيّة البيوضيّة؛ نشر مجلّة الحياة، الجزائر – غرداية، عدد (24) رمضان 1440هـ/ جوان 2019م، ص: 117.

[21] الشّليّ: عليّ بن سالم، الوجود الإباضيّ في مصر؛ مرجع سابق، ص: 127.

[22] نفسه، ص: 128.

[23] الشّيبانيّ: سلطان بن مبارك، قبسات من أنوار البدر الزّاهر؛ ط الأجيال، عُمان، الطّبعة الأولى، 1429هـ/ 2008م، ص: 388.

[24] الزّدجاليّ: هدى، العمانيون وأثرهم الثّقافيّ والفكريّ في شرق أفريفيا: 1870 – 1970م؛ ط الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء، عُمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 2021م، ص: 386.

[25] نفسه، ص: 386.

[26] الشّيخ بالحاج: قاسم بن أحمد، معالم النّهضة الإصلاحيّة عند إباضيّة الجزائر؛ ط جمعيّة التّراث، القرارة – غرداية/ الجزائر، الطّبعة الأولى، 1432هـ/ 2011م، ص: 91.

[27] نفسه، ص: 92.

[28] نفسه، ص: 94.

[29] نفسه، ص: 293.

[30] ناصر: محمّد صالح، مشايخي كما عرفتهم؛ ط دار ناصر للنّشر والتّوزيع، الجزائر/ الجزائر، الطّبعة الثّانية، 1434هـ/ 2013م، ص: 117.

[31] نفسه، ص: 117.

[32] نفسه، ص: 117.

[33] الزّيدي: ناصر بن محمّد بن راشد، مختصر السّيرة الذّاتيّة؛ مرقون. ص: 9.

[34] نفسه، ص: 14.

[35] نفسه، ص: 14.

[36] نفسه، ص: 18.

[37] نفسه، ص: 35.

[38] الزّيديّ: ناصر بن محمّد، حديث لبعض ما حدث في حياة السّلف ودليل للخلف؛ ط مكتبة الجيل الواعد، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1444هـ/ 2022م، ج1، ص: 168.

[39] نفسه، ص: 168.

[40] الشّليّ: عليّ بن سالم، الوجود الإباضيّ في مصر؛ مرجع سابق، ص: 126 – 127.

[41] الحجريّ: هلال، عمان في عيون الرّحالة البريطانيين قراءة جديدة للاستشراق؛ ترجمة خالد البلوشيّ، ط الانتشار العربيّ، بيروت لبنان، والنّادي الثّقافيّ مسقط، الطّبعة الأولى، 2013م، ص 217.

[42] نفسه، ص: 217.

[43] البحرانيّ: عماد بن جاسم، زنجبار بملامح عمانيّة، ط دار سؤال، لبنان – بيروت، الطّبعة الأولى، 2017م، ص: 79.

[44] نفسه، ص: 87.

[45]  المحروقيّ: محمّد، والشّهيميّ: سلطان، مراسلات زعماء الإصلاح إلى سلطانيّ زنجبار حمود بن محمّد وعليّ بن حمود البوسعيديين؛ ط جامعة نزوى، عُمان – نزوى، الطّبعة الأولى، 2015م، ص: 362.

[46] نفسه، ص: 354.

[47] نفسه، ص: 174.

[48] نفسه، ص: 172.

[49] نفسه، ص: 144.

[50] نفسه، ص: 356.

[51] نفسه، ص: 346.

[52] الفلاحيّ: أحمد، عُمان في عيون زوارها؛ ط بيت الغشام، عُمان – مسقط، ص: 43.

[53] أنطاكي: عبد المسيح، سياحة في مسقط؛ ط ذاكرة عمان، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1440ه/ 2019م، ص: 29.

[54] المحروقيّ: محمّد، والشّهيميّ: سلطان، مراسلات زعماء الإصلاح إلى سلطانيّ زنجبار حمود بن محمّد وعليّ بن حمود البوسعيديين؛ مرجع سابق، ص: 328.

[55] نفسه، ص: 326.

[56] نفسه، ص: 72.

[57] الشّيبانيّ: سلطان بن مبارك، قبسات من أنوار البدر الزّاهر؛ مرجع سابق، ص: 390 – 391.

[58] نفسه، ص: 392.

[59] الشّرجيّ: سلطان بن محمّد، العمانيون في بوروندي: رومونجيّة نموذجا؛ ط مكتبة بيروت، عُمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 2022م، ص: 208 – 209.

[60] الزّيديّ: ناصر بن محمّد، حديث لبعض ما حدث في حياة السّلف ودليل للخلف؛ مرجع سابق، ج1، ص: 167.

[61] الشّرجيّ: سلطان بن محمّد، العمانيون في بوروندي: رومونجيّة نموذجا؛ مرجع سابق، ص: 212.

[62] نفسه، ص: 212. بتصرّف بسيط.

[63] نفسه، ص: 214 بتصرّف بسيط.

[64] نفسه، ص: 220.

[65] الهاشميّ: سعيد سلطان، عُمان الإنسان والسّلطة: قراءة ممهدة لفهم المشهد السّياسيّ العمانيّ المعاصر؛ ط مركز دراسات الوحدة العربيّة، لبنان – بيروت، الطّبعة الثّانية، 2015م، ص: 47.

[66] الشّرجيّ: سلطان بن محمّد، العمانيون في بوروندي: رومونجيّة نموذجا؛ مرجع سابق، ص: 205.

[67] الهاشميّ: سعيد سلطان، عُمان الإنسان والسّلطة ؛ مرجع سابق، ص: 60.

[68] نفسه، ص: 63.

[69] العبريّ: بدر، إضاءة قلم: التّعايش تأملات ومذكرات؛ ط الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 2019م، ص: 179 – 180.

[70] الشّرجيّ: سلطان بن محمّد، العمانيون في بوروندي: رومونجيّة نموذجا؛ مرجع سابق، ص: 213 – 214.

[71] نفسه، ص: 205.

[72] الزّدجاليّ: هدى، العمانيون وأثرهم الثّقافيّ والفكريّ في شرق أفريفيا: 1870 – 1970م؛ مرجع سابق، ص: 384.

[73] نفسه، ص: 384.

[74] كروم: الحاجّ ـحمد حمّو، المطبعة البارونيّة ودورها في نشر الكتاب العمانيّ؛ بحث مطبوع في كتاب حركة الطّباعة العمانيّة وأثرها في التّواصل الحضاريّ، ط ذاكرة عمان، عمان – مسقط، الطّبعة الأولى، 1440هـ/ 2018م، ص: 137.

[75] نفسه، ص: 138.

[76] نفسه، ص: 138.

[77] الكنديّ: محسن بن حمود، عبد الله الطّائيّ وريادة الكتابة الأدبيّة الحديثة في عُمان؛ ط الجنادريّة، الأردن – عمّان، ط 1430هـ/ 2009م، ص: 65.

[78] مرتبة حسب ورودها في البحث.

السابق
عيد الفطر في هات ياي
التالي
المنطلقات الثّقافيّة في القضيّة الفلسطينيّة
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً