لقد أكمل الله تعالى الدّين بإكمال كتابه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا …
والرّسول عليه الصّلاة والسّلام فارق دنياه ودين الله في مبادئه وكلياته وبيانه اكتمل ….
وعندما نتأمل في هذا الدّين المكتمل فلا نرى فيه السّقيفة وصراعها، وعثمان وسبب قتله، والجمل وصفين والنّهروان وكربلاء وغيرها …
فهذه حدثت بعد إكمال الدّين، وموت الرّسول، فهي جملة وتفصيلا من صنع البشر، وما صنعه البشر فلا علاقة لدين الله به، فدين الله ما أنزله الله، ودين البشر ما صنعه البشر، ونحن مأمورون بدين الله لا دين البشر، وعليه هذه الأحداث لم نكلف بمحاسبة أشخاصهم، حبا ولا لعنا، ولاية ولا براءة، فالحساب لله وحده لا شريك له، وإنما نحن نتأمل ونتدبر سيرا في الأرض، لا مشاركة لله في الحساب!!!
ومن قال إنّها من الدّين فهو أمام أمرين: إما أن يقول إنّ الله ليس صادقا في كلامه، والدّين لم يكتمل، بل اكتمل بعد وفاة الرسول، وإما أن يجعل ما حدث بعد وفاة الرسول من أحداث سياسية هي المكملة لهذا الدين، وعليه ستكون الأهواء هي المشرعة لا الخالق.
ندرك من هذا – وهذا نداء مشترك – الله سبحانه وتعالى غني عما شرعه البشر بعد إكمال دينه، فلا نرهق أنفسنا وهذه الأمة بأحداث تنسب إلى البشر لا الخالق، ولا نجعل من أنفسنا أوصياء لحب هذا ولعن ذاك، وولاية هذا وبراءة ذاك، ويكفينا دين الله، ونجعل دين البشر في خانة التأمل والتدبر، لا الحكم والتميّز، فلا نسلك مسلك أمم من سبق: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ.
ملحوظة: دين الله موجود عند جميع المدارس الإسلامية، والتّصارع القائم الآن بينهم في دين البشر، دين السّياسة والتاريخ، فهلا اجتمعنا على دين الله وتخلصنا من أزمة دين البشر، وأرحنا أنفسنا والأجيال القادمة!!!!
فيسبوك 1436هـ/ 2015م