المقالات الدينية

صلاتي وصلاتك صحية

اشتد النزاع ولا زال يشتد أيهما أصح صلاتك أم صلاتي، وأيهما الموافق لصلاة النبي الأكرم صلاتك أم صلاتي!!

فكل يكتب صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام، وكل كتاب يختلف عن الآخر، مع زعم الجميع أن ما أتو به من تنقيح وروايات هو الصحيح!!

لقد توفي النبي عليه الصلاة والسلام وترك الناس يصلون، ولكن في القرن الأول نجد أكثر من هيئة، وزادت أو نقصت بزيادة الروايات واستخدام المنهج التأريخي، والاستقراء العملي والأصولي!!!

فهنا هل ترك الرسول الناس على أكثر من هيئة، أو فعل هو هيئة ما ثم تركها ولم ينكر عمن فعلها؟ أو أن الصلاة دعاء جاء التشديد في الزيادة والنقيصة في ركعاتها وسجودها، وحدث التساهل في بعض هيئاتها؟!!

أمام هذا الخلاف تصارع الناس، ففقدت الصلاة قيمتها الروحية والاجتماعية، فتجد مكة وهي حرم الله الآمن، وفيها الناس يستقبلون قبلتها، تجدها متسخة، تفقد أبسط آليات النظام، فيتدافع الناس بعد صلاتهم، وتجد السب واللعن، والغش في الأسواق، وقبل فترة لطالما وجدنا الناس من ذوي الأيدي والأرجل المقطعة، وأصحاب العاهات، مع استغلال ذوي الفقر والمسكنة!!

تجد الناس ينطلقون منها متنازعين متخاصمين، وترى الجهل العلمي والتكلنوجي والإنساني، فإذا كان غير المسلمين منعوا من دخول مكة فإن نتاجهم وأجهزتهم تطوف مع الطائفين، ويعلوا بها صوت القرآن والأذان، ويجلس عليها الناس ويسجدون في صلواتهم!!

إنه اليوم استقرت المذاهب على ما هي، وحفظ الله أركان الصلاة وقيامها وسجودها، لنتفكر في مقاصدها ومراميها، لا لنختلف ونتصارع في هيئاتها…

لقد تأملت مليا صلاة الإباضية والزيدية والإمامية والسنة بمذاهبهم، ووجدت جميع صلاتهم صحيحة، لا إشكال فيها …

فلن يصل إلى الله قبضنا ولا إرسالنا، ولا تسليمنا مرة ولا مرتين، ولا جهرنا بالبسملة ولا إخفائنا لها، سيصل إليه تقوانا وخشوعنا، وتحقيق المقاصد من الصلاة!!!

لن ينفع اليوم كتاب يكتب في أي صلاة كانت أنها هي الصحيحة، أو هي صلاة الرسول، ولكن ينفع الناس عندما يشاع بينهم أن صلاة جميع المسلمين بمذاهبهم صحيحة، فبعد حين تهدأ نفوسهم، وتطمئن قلوبهم، فيتوحد صفهم لتوحد قبلتهم، ولتكون الصلاة عنصر وفاق لا عنصر شقاق، عنصر رحمة وحضارة، لا عنصر تخلف وعذاب!!

فيسبوك 1436هـ/ 2016م

السابق
ربّوا أولادكم على زمانهم
التالي
عيد (يوم) الأم … حلال أم حرام؟
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً