المقالات التأريخية

مواضع استخدام القرآن للفظتي بني إسرائيل واليهود وتطابقه تأريخيا

استخدم القرآن لفظة بني إسرائيل خصوصا في الجانب التأريخي كما في سورة البقرة، ولم يستخدم لفظة اليهود إلا في مواضع قليلة، وفي دقة تاريخية ومنهجية؛ لأن لفظة اليهودية ظهرت بعد السبي البابلي، وقبلها لم يعرف، ولهذا فئة من بني إسرائيل ممن لم يتعرضوا للسبي بقوا على اسمهم واطلق عليهم السامريون لفظة إلى السامرة عاصمة إسرائيل الشمالية، ويرفضون لفظة اليهودية.

أما المواضع في القرآن لليهودية فجميعها متأخرة مثلا في آية عزير أو عزرا وهو ظهر بعد السبي، وفئة من اليهود ادعت أنه ابن الله، وكذا صراعهم مع النصارى وهو متأخر؛ لأن السامريين نصروا المسيح وأغلبهم دخل في النصرانية مثل مريم المجدلية، وقضية يد الله مغلولة والولاء والبراء أحداث في وقت نزول القرآن.

وأذكر من فترة طويلة بعضهم طلب حذف بعض الآيات من سورة البقرة فيها شدة على بني إسرائيل، ولكن من يقرأ سفري العدد والتثنية في التوراة أو العهد القديم يجد القرآن لطفيا جدا عكس الآيات في السفرين في نقد أفعال بني إسرائيل بحق الله ثم حق موسى وهارون ويوشع وغيرهم من انبياء الله والصالحين منهم.

ما ذكرته آنفا لم أرد الإساءة إلى المكون اليهودي اليوم، وإنما خواطر تأريخية ومنهجية، مع علمي هناك العديد من الدراسات الناقدة للتأريخ والفكر اليهودي من داخل اليهودية، العديد منه لم يطلع أو يترجم أو يستفاد منه، مثل نظرة اليهود إلى الدولة ومجيء المسيح والنظرة السلبية إلى الآخر.

وفي الصيف الماضي زرت أحد الأحبار اليهود، ومن علمائهم المعاصرين من المدرسة التجديدية داخل الخط اليهودي، فسألته عن قضية الدولة والصهيونية، قال لي والعهدة له أغلب اليهود لا يؤمنون بنظرية الدولة رأسا، ولا علاقة لها بالدين، هناك فئة قليلة تؤمن ولكن بعد مجئ المسيا او المسيح وفئة قليلة تؤيد الصهيونية، إلا أن العديد يذهب إلى القراءة الظرفية للتوراة.

لهذا العديد يذهب إلى القراءة الظرفية للتوراة أو النصوصة المقدسة، وهي قراءة شائعة داخل الخطين اليهودي، والبروتستانت من المسيحية.

أما عبارة “الموت لأمريكا الموت لليهود” هي عبارة تتعارض والعدل القرآني؛ لأن القرآن لا يغرس ثقافة الموت للشعوب والأديان والأجناس، بقدر ما يغرس ثقافة الحياة، وشرع الحرب كنهاية لرد أعتداء أو بطش، فإذا ارتفع كان السلم والبناء.

فيسبوك 1441هـ/ 2020م

السابق
حاكميّة الإنزال وحاكميّة الدّولة: (قراءة في تغريدة الدّكتور سعود الزّدجالي)
التالي
حوار الوطن العمانيّة حول كتاب الجمال الصّوتي:ّ تأريخه ورؤيته الفقهيّة، مراجعة في النّص الدّينيّ حول الغناء والمعازف
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً