من أجمل المبادئ الّتي رفعها الميزابيون في فتنة غرداية الأخيرة قوله تعالى: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ …
فمع وقوع ضحايا في في أهليهم وأبنائهم إلا أنّ الحكمة القرآنية تقدمتهم، فلم يسفكوا دم من سفك دمهم، فردا ولا أهلا ولا عشيرة، لأنّ هذا محله القضاء العادل، لا الخطب المنبرية والمحاضرات الدّينيّة والشّارع وتأجيج النّاس …
ومع هدم العديد من محلاتهم ودورهم إلا أنّهم لم يخرّبوا بيت من خاصمهم، ولم يفسدوا سوقا ولا محلا …
ولولا هذه العقول المتنورة بالمبادئ القرآنية والعقول الرّاجحة، وتقديم العقل على العاطفة، والقانون على أنانيّة الذّات، لكان الآن تشتعل عندهم الحرب الطّائفية والأهليّة الذتي لا يحمدُ عقباها، ولا يعلم آثارها إلا الله تعالى، لقد دبرت بليل، ولكنها فشلت، وأراد الله لها الفشل، تصوَرَ من أحدث هذه الفتن أنّ الشيخ بيوض ت 1981م الّذي أسقط فتنة واجلان 1960م أنّه قد مات، ولكنهم أدركوا اليوم أنّ فكر الشيخ بيوض أصبح فكر الجميع في هذه الديار، بل هذا ليس فكر الشّيخ بيوض وإنّما هو فكر القرآن الّذي حرم الدّم وإفساد مال الآخر إلا بحق، والحق محله القانون لا الشّارع.
فهنيئا للميزابيين والمعتدلين في الجزائر إباضية ومالكية هذا الدّرس الرائع، وهو درس عملي للبلدان الّتي تعج اليوم بالطّائفية في مناطق متعددة من العالم الإسلامي، فهاكم مدرسة ميزاب والجزائر، اقطفوا منها درسا قرآنيا يانعا مثمرا، لكم به الخلاص من تشتتكم وقتالكم الطّائفي البغيض، الّذي لا يسلم من شره الصّغير ولا الكبير، والّذي يأكل الأخضر واليابس والله المستعان.
فيسبوك 1436هـ/ 2015م