بداية أثمن قرار مؤسسة مؤمنون بلا حدود بدولة المغرب العربي في إلغاء مؤتمرها الرابع لهذا العام، لتنفق تكاليف المؤتمر على اللاجئين السوريين، أو ما يدعم قضيتهم الإنسانية، وهذا عمل إنساني رفيع من المؤسسة، ليت الدول العربية تنهج نهجهم، وقد شاركتُ شخصيا في المؤتمر الثالث في عمان بالعاصمة الأردنية.
العالم العربي اليوم يعاني للأسف من حروب سوداوية تداخلت فيها قضايا الشعوب بالقضايا الطائفية والمصالح السياسية، مما ولد عشرات المشردين من العراق واليمن وسورية وليبيا، فضلا عن المشردين الفلسطينيين.
لست بصدد الحديث هنا عن هذه الحروب، ولكنني أقف إنسانيا مع هؤلاء اللاجئين الذين لا ذنب لهم، والعديد من الأطفال والنساء وكبار السن!!!
من العار أن يستقبل هؤلاء غيرنا، وهم جزء من اللحمة العربية، ومن العرض العربي، وهذا ليس تعصبا للذات، ولكنه جزء من ذواتنا في هذا العالم المشترك ثقافة وتأريخا ولغة وهوية!!!
التعامل مع هؤلاء حق إنساني بدرجة أولى، لا يجوز أن تستغل حاجتهم لتبشيريات مذهبية أو دينية، أو لتحقيق أطماع سياسية أو شخصية!!!
إنّ العالم العربي ومع وضع الأزمة الاقتصادية الحالية التي يمر بها، لاعتماده على النفط بدرجة كبرى، إلا أنه ينفق ويسرف في المؤتمرات والمراقص والمهرجانات الجانبية، في حين أبناء جلدتهم يشردون شرقا وغربا!!!
على الأقل أن تستيقظ جامعة الدول العربية من نومها، وتقف إنسانيا مع هؤلاء تحت اللحمة العربية في حقوقهم الإنسانية!!!
آلاف الأطفال في العالم سيذهبون إلى مدارسهم هذه الأيام، وطفل اللاجئين العرب من حقه أيضا أن يدرس ويتعلم ويلعب، هو طفل أيضا، ليس حجرا لا يشعر بما حوله!!!
المرأة المشردة إنسانة جبرتها الظروف أن تخرج وتشرد، وليست ممن يبيع عرضها لحفنات من المال، ولتستغل في مصالح جشعة بعيدا عن الجانب الإنساني!!!
إن إعانة هؤلاء لا يعني جعلهم عالة على المجتمعات، ولكنها حالة يمرون بها، لعل الله يجعل من أمرهم يسرا، وفي الوقت نفسه تنميتهم علميا وعمليا، وحفظ ما بقي من إنسانيتهم، ليرجعوا إلى ديارهم معززين قريبا بإذن الله تعالى!!!
إن حفظ هؤلاء جانب قومي مهم، تقوم به الأمة العربية كأمة واحدة، ذات كيان واحد، إلا إذا كفرت بهذه القومية المشتركة تحت ظل دائرة الدين والهوية واللغة، وأصبحت لا يهمها إلا الشعارات الفارغة هنا وهناك والمصالح الذاتية والأنا المجتمعي!!!
وعليه ما علينا في هذه الحالة إلا نكبر ما يقوم به الغرب من استقبال هؤلاء، ودمجهم في ثقافتهم وهويتهم، وسيعرف هؤلاء يوما أن أمتهم تخلت عنهم واستقبلهم من هو أكثر إخلاصا وإنسانية، فلا نلومهم إذا اعتزوا يوما بغير أمتهم، فماذا سيقدم لهم الشرق ولقضيتهم إذا كان لا يبالي بأقل حقوقهم الإنسانية، فهل سيفيق عالمنا العربي قريبا ليحتضن هؤلاء إنسانيا قبل أن يكون عربيا وقوميا ودينيا، ففي هؤلاء طاقات إن استثمرت كان المستفيد هو العالم العربي نفسه مستقبلا!!!
فيسبوك 1437هـ/ 2017م