المقالات الفكرية

مجلس علماء عُمان

كلمة (عُمان) هنا كمثال وليست كتعصب قومي، وإلا ما أذكره إصلاحا هنا أرجوه في أيّ مكان، وحاصة في عالمنا العربي النامي، وما أقوله إنّما من باب قوله تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين.

في حلقة العمل الدّولية والتي بعنوان التراث الثقافي والتنمية المستدامة، وذلك بتأريخ 15- 16/2/ 2016 وقام بتنظيمها مجلس البحث العلمي، عموما أشارت عالمة اللسانيات (الأنثروبولوجيا) الدكتورة اللبنانية نجوى عدرة إلى لطيفة ضمن محاضرتها في اليوم الأول وهو نداء إلى العلماء العمانيين في التراث المعنوي أي التراث غير المادي.

وهنا شدني كلمة (العلماء) لأنّه في مخيلتنا كلمة العلماء تنزل مباشرة إلى علماء الشريعة أو اللغة أو القضاء، ولو ذكرتها لغيري لما تصوروا في الجملة غير تصوري، وأنا متأكد جدا العديد ممن سيقرأ العنوان سيتصور علماء الشريعة فقط.

قلتُ للمذيع الأستاذ على العجمي تصور لو قلنا سيعقد مجلس علماء عمان وعندما نأتي إلى المجلس سنجد عالم الشريعة واللغة والقانون والفلك والفن والإعلام والهندسة والفيزياء …الخ.

مثلا للتقريب الدكتور صالح الشيذاني والذي أفنى عمره في الدراسات الفلكية حتى وصل إلى ما وصل إليه من عمق وبحث وتحليل، ألا يجدر أن يقدّم لدى الجيل عالما من علمائنا العمانيين في الفلك.

أنا هنا لا أريد هضم حق عالم الشريعة أو اللغة أو القضاء، فهم تمكنوا في فن معين، ولكن العلوم والعالمية لا تقتصر عند هذا، هناك علماء عندنا أيضا في السياسة والقانون والإعلام والفنون والتراجم والعلوم التطبيقية والفلسفة والرياضيات بل وعلوم الأفلاج والفلك والرواية الأدبية والرياضة وغيرها …

عندما أرسم صورة لعلماء عُمان سنجد صنوفا من العلماء من كافة المجالات، وعندما يراه ابني وابنك سيدرك أهمية العلوم في صنع الإنسان، فيبحث عن مجال يبدع وينتج ليكون عالما هو أيضا، له مكانته وقيمته المعرفية …

وعندما نطلق كلمة عالم سنجد التعددية المعرفية، بعيدا عن الذاتية والمذهبيات، ولكنه هناك عالم برع في المجال الإنساني في أي تخصص ما، وهذا يعطي بلا شك قوة معرفية، يتبعها قوة إنتاجية، خاتمتها قوة مدنية ورقي وتطور مدني على كافة الأصعدة.

وعندما يحدث أمر ما، ونطلب من علماء عمان الاجتماع سنجد حضور علماء الفكر والفلسفة والشريعة والقانون والطب والرياضيات والاجتماع وهلم جرا ..

بهذا نغير ثقافة معينة في أذهان الجيل يتبعها تغيير علمي ومنهجي يرقى بالوطن ذاته، وبالله التوفيق.

فيسبوك 1436هـ/ 2016م

السابق
ما لنا ولإسلام معاوية بن أبي سفيان وصحبتُه ومصيره؟
التالي
مع فضيلة الشّيخ صالح بن سليم الرّبخيّ  ومقاله: الرّد على موضوع الدّعوة للحوار الوطنيّ
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً