نص الرواية من خلال سيرة ابن هشام: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأقبلت راجعا . فلما مررت بموسى ( بن ) عمران ، ونعم الصاحب كان لكم، سألني كم فرض عليك من الصلاة ؟ فقلت خمسين صلاة كل يوم، فقال: إن الصلاة ثقيلة وإن أمتك ضعيفة ، فارجع إلى ربك ، فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك . فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني وعن أمتي ، فوضع عني عشرا . ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك ، فرجعت فسألت ربي فوضع عني عشرا . ثم انصرفت فمررت على موسى ، فقال لي مثل ذلك . فرجعت فسألته فوضع عني عشرا . ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك كلما رجعت إليه ، قال : فارجع فاسأل ، حتى انتهيت إلى أن وضع ذلك عني ، إلا خمس صلوات في كل يوم وليلة . ثم رجعت إلى موسى ، فقال لي مثل ذلك ، فقلت : قد راجعت ربي وسألته حتى استحييت منه ، فما أنا بفاعل . فمن أداهن منكم إيمانا بهن ، واحتسابا لهن ، كان له أجر خمسين صلاة ( مكتوبة ).] انتهى.
بداية هل يعقل لهذا الرسول وهو قد جاء بالشريعة السمحة أن يطالب قومه بخمسين صلاة والناس أغلبهم على الحنيفية ولا يصلون أكثر من خمس صلوات، فهي تخالف التاريخ والاستقراء، فكيف يمكن أن يصلي الإنسان في اليوم خمسين صلاة، وهم يقولون كل صلاة قبل الإتمام كانت بمعدل ركعتين، أي يصلون بمعدل مائة ركعة في اليوم!!!
واليهود أنفسهم مع تشديد الله تعالى لهم بنص كتابه كانوا آنذاك يصلون في ثلاثة أوقات، وكذا الحنفاء والصّابئة ونحوهم …
والإشكال العقلي الثاني صعود النبي، ودخوله إلى ربه في السماء السابعة يثبت علوية الله ومكانه وهذا إن لم تشر إليه هذه الرواية، إلا أنه أشار إليه روايات أخرى …
ثمّ اعتراض النبي ورغبته في التخفيف وكأنه أعلم بمراد الله وتشريعه، وكذا عدم قدرته للإفصاح، وتوسط موسى، إذ يصور لك المشهد جناب الله في مكان مغلق وهناك دخول وخروج، تعالى الله عن ذلك.
كل هذا يدل على ضعف هذه الرواية وصناعتها لاحقا، وتم إضافتها إلى المعراج إن صح هو ذاته، والله أعلم.
فيسبوك 1436هـ/ 2016م