عندما تتأمل الخالق العظيم من خلال آيات الكتاب تجده رب الناس، ورب العالمين، ورب كل نفس تنفست بروح الحياة، هو الذي خلق الناس، وكفل حريتهم، وسخر لهم ما في الكون جميعا…
وبعد هذا أمرك بالسير في الأرض، لتجد الله في أشكال الناس ولغاتهم وأنفاسهم…
هذا هو الله الذي يريد أن تعرفه في الوجود واختلاف الناس والكون، والألوان والأفكار، هناك تجد الله في كل شيء…
فأي نسمة في الكون تحترمها ولو اختلفت معك، لأنها نسمة تجد الله وصنعه فيها…
أما إله المذهب فلا يتصور الله إلا في مذهبه، فالتقيّ من مذهبه، والشقيّ من مذهب غيره، ولأصحابه من مذهبه الجنة والرحمة والسعادة، ولهم الولاية والترضي، ولمن خالفهم البراءة على درجاتها!!
المذهبي أن أصيب أتباع مذهبه بسوء أقام الدنيا ضجيجا باسم الإنسان، وإن أصاب مذهب غيره بسوء سكت سكتة كأن لم يسكت مثلها قط!!
المذهبي يتصور الله من خلال مذهبه هو فقط!!!
المذهبي إن مدت أياديه بخير يأمل بذلك أن يزيد عدد أتباع مذهبه كثرة وامتدادا…
وإذا درس كان المذهب أساس التدريس، لأنه يجد الله في مذهبه فقط!!!
لذا تجده في تعامله يفسر أي حركة ونشاط ومقال مربوطا بمذهبه، فيعيش في ضيق المذهب، ليغيب عنه فضاء الإنسان!!!
فلا تعجب أن يقتل المذهبي أخاه المسلم المختلف في المذهب فضلا عن الإنسان، وأن يغتابه ويقلل منه، لأنه رهين إله المذهب…
الله يريدنا أن ننطلق إلى الإنسان، وإلى الكون، وكلما امتد أفقنا أكثر كلما عرفنا الله أكثر، وكلما اقتربنا من الإنسان كلما اقتربنا من الله، فالله يتجلى عطفه ورحمته ووجوده في هذا الإنسان، لنحمل إليه رسالة ربنا رسالة التوحيد لله لا للمذهب، ورسالة السلام والبر والإحسان والعدل والقسط والشهادة لله لا للمذهب.
فهلا خرجنا من إله المذهب إلى إله الإنسان والكون!!!
فيسبوك 1436هـ/ 2016م