من حلقات الصّيام في الأديان على إذاعة مسقط أف أم
14 رمضان 1445هـ/ 25 مارس 2024م
جماعة شهود يهوه، “تأسّست على يدي تاز راسل [ت 1916م] في ولاية بنسلفانيا الأمريكيّة في سبعينات القرن التّاسع عشر الميلاديّ، ويسمّون أنفسهم بتلاميذ الكتاب المقدّس، وسمو بشهود بمعنى خدام أي القائمين بخدمة الرّب، ويهوه أي الله، وأصبح هذا الاسم لقبا رسميّا لهم عام 1931م، ويرون أنّ المترجمين حرّفوا يهوه إلى ربّ”[1]، وقبلها يسمّون بالسّبتيين، لأنّهم يقدّسون يوم السّبت، وهم وإن خرجوا من البروتستانتيّة الكالفينيّة، بيد أنّهم اقتربوا من اليهوديّة من خلال حرفيّتهم مع العهد القديم، ولهم ترجمتهم الخاصّة للكتاب المقدّس لا يمايزون فيه بين العهدين، “ويرفضون عقيدة التّثليث، ويرون الخالق فقط يهوه، والمسيح أعظم شخصيّة في التّأريخ، وقد نزل من السّماء كإنسان كامل فدية عن البشر، وهو يحكم الآن كملك لحكومة الله السّماويّة الّتي ستحقق قريبا السّلام في جميع أرجاء الأرض، ويرفضون الاحتفالات بعيد الميلاد، ولا يخدمون في الجيش، ولا يشاركون في الحروب، ولا يحملون السّلاح، ولا يتدخلون في السّياسة، ويحرّمون التّدخين، ويهتمون بالأسرة، ويعتبرون تحيّة العلم نوعا من عبادة الأصنام، ويحرّمون التّبرع بالدّم؛ لأنّ كلّ إنسان يمتلك حياته في دمه، ولا يجوز أن تنتقل تلك الحياة لإنسان آخر إلا من خلال دم المسيح، بيد أنّهم يقبلون البدائل الطّبيّة للدّم، ويرون أنّ المسيح لم يمت على صليب؛ بل على خشبة لذا يرفضون وضع الصّليب في البيوت والأجساد، ويرفضون استخدام التّصاوير والتّماثيل أثناء العبادة، وليس عندهم قساوسة أو بابوات، ولا يعطون من يعمل في النّشاط الدّيني ألقابا ترفعهم فوق الآخرين”[2].
وأمّا طقوسهم فهي أقرب إلى البروتستانتيّة الكالفينيّة، ومنها الصّيام، فهم يعترفون بصيام الأربعين كما عند المسيح، وصيام الكفّارة، والصّيام اختياريّ، ولا يظهره للآخرين، ويكون مربوطا بالتّوبة.
وأمّا المورمون، ويسمون أنفسهم كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، فهم خرجوا أيضا من البروتستانتيّة الكالفينيّة، ويعتبرون جوزيف سميث [ت 1844م] الّذي أسّس هذه الكنيسة عام 1830م نبيّا، وسموا بالمورمون نسبة النّبيّ مورمون، أحد الأمريكيين الأصليين، “جاء قبل ألف سنة، وكتب ألواح مورمون”[3]، “وبعد أن أكمله سلّم السّجل لابنه موروني، الّذي أضاف بعض الكلمات، وخبأ الصّفائح في تل كومورة، وفي 21 سبتمبر ظهر موروني نفسه كشخص ممجّد قائم من بين الأموات إلى جوزيف سميث وأخبره بالسّجل القديم، وبعد أربع سنوات سلّم موروني الصّفائح إلى جوزيف سميث فترجمها بهبة الله وقوّته”[4]، كما يعتقدون، ويقدّسون العشاء الأخير، ويرونه من “أهم مراحل حياة السّيد المسيح، وقدّم لهم في تلك اللّيلة الخبز والخمر، مبينا لهم أنّ هذه حياته، لهذا هم يجسّدون كباقي الكنائس هذا المشهد كلّ أحد، بيد أنّهم يقدّمون الماء بدل الخمر، والخمر والماء أشياء رمزية، والماء أقرب إلى [الصّفاء] والتّوبة، ويمتنعون عن جميع الكحوليات، وعن التّبغ والتّدخين، والشّاي والقهوة”[5]، ويقدّسون الأسرة، ويدعون إلى كثرة الإنجاب، وكانوا قبل 1898م يجيزون تعدّد الزّوجات، ويرون “للمسيح صفة الأولوهيّة، إلا أنّ الآب غير الابن، وجاء عن طريق مريم العذراء، ولم يخطئ أبدا، وجاء للخلاص”[6]، وبقدّسون سر الكهنوت، ويحصرونهم في اثني عشر حواريّا[7].
وأمّا عن الصّيام فهم يصومون كلّ أحد من بداية كلّ شهر أربعا وعشرين ساعة عن الأكل والشّراب، ويجمّعون فيه وجبتين يأخذونها إلى الكنيسة، والكنيسة توزعها على الفقراء والمساكين والمشردين[8].
[1] العبريّ: بدر، التّعارف تعريف بالذّات ومعرفة للآخر؛ سابق، ص: 62.
[2] نفسه، ص: 62 – 63.
[3] نفسه، ص: 283.
[4] مقدّمة كتاب مورون: شهادة ثانية ليسوع المسيح، نشر: كتيسة يسوع لقدّيسي الأيام الأخيرة، سولت ليك سيتي، أمريكا – يوتا، ط 1985م، من مقدّمة الكتاب.
[5] نفسه، ص: 283.
[6] نفسه، ص: 286.
[7] نفسه، ص: 286.
[8] نفسه، ص: 287.