المقالات الإجتماعية

كتاب “التّحول الثّقافيّ في عُمان المعاصرة”

كتاب “التّحول الثّقافيّ في عُمان المعاصرة”، والّذي صدر عن الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء، ودار جدل، وحرّره الدّكتور مبارك الجابريّ، هذا الكتاب – في نظري – من الكتب المحكّمة المهمّة في المكتبة العمانيّة خصوصا، والعربيّة عموما، فهو يحتوي على مباحث مهمّة، ولها حساسيتها سابقا من حيث الطّرح، وقلّ طرحه وبحثه بشكل منهجيّ علميّ وأكاديميّ، في محاولة للإجابة عن التّحوّلات في الثّقافة والإعلام والاقتصاد (الرّيع) والدّين والقبيلة.

ثمّ إنّ وجود دراسات بحثيّة محكّمة في حدّ ذاتها مرحلة مهمّة لابدّ منها في نهضتنا المتجدّدة، وهذا لا يمكن عزله عن التّحولات التّأريخيّة بشكل عام، وعن التّحوّلات الكبرى بعد 1970م.

والّذي يقوم به الدّكتور مبارك الجابريّ من خلال التّعاون بين الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء ووزارة الإعلام خطوة مهمّة ونحتاج إليها في هذه المرحلة من خلال البحوث والدّراسات العلميّة المحكّمة، حيث لا تتوقف عند الدّراسات الانطباعيّة السّريعة، أو البحوث الأفقيّة العابرة، وقد سبق أنّ أصدر الدّكتور مبارك كتاب “خارج الأسوار” حول الدّراسات الثّقافيّة، شارك فيه كتّاب وباحثون عمانيون وعرب لهم مكانتهم العلميّة والبحثيّة، وهو من الكتب المحكّمة المهمّة في نظري في المكتبة العربيّة، بيد أنّه – للأسف – لم يلق ترويجا كبيرا يحظى بمكانته.

وأرجو أن تكون هناك مشاريع محكّمة أخرى، ولا يتوقف عند هذين المشروعين من قبل الجمعيّة خصوصا، وما قامت به في السّنوات العشر الأخيرة خصوصا من نشر وطباعة العديد من الكتب الّتي لها قيمتها المعرفيّة، بيد أنّها أن تتبنى مثل هذه الأبحاث المحكّمة أرجو أن يتوج ذلك بمركز بحثيّ فيها تتحفنا كلّ عام بدراسات محكّمة كهذه، ولا يتوقف عند طباعة بحوث النّدوات العابرة، والّتي عادة تكتب بشكل سريع وغير محكّم.

كما أرجو من الجمعيّة وقد أشهرت دار نشرها “مسندم” أن تفتح معرضا ومقرّا لها دائما سواء في مقرّها بالجمعيّة أو في إحدى المجمعات الكبرى (المولات) أو ما تراه مناسبا، بحيث يكون جميع كتبها متاحة للعرض والبيع خلال جميع أيام العام، كما أرجو أن تفتح منصّة الكترونيّة لها تعرض بيع كتبها أو عرض ما هو متاح، وممكن بيع ذلك إلكترونيّا أو ورقيّا، حيث نتاجها والحمد لله تجاوز ثلاثمائة كتابا في فترة قصيرة جدّا، ومنها بحوث وكتب لها قيمتها المعرفيّة والنّقديّة، فلا ينبغي أن تقتصر عند المعارض فقط.

عموما سعدت أنّ أشارك في كتاب “التّحول الثّقافيّ في عُمان المعاصرة” ببحث حول التّحوّلات في الفكر الدّينيّ، مع بحوث وهي: “سؤال التّحوّل الثّقافيّ في عُمان” للدّكتور مبارك الجابريّ،  وبحث: “أثر وسائل الإعلام في التّحول الثّقافيّ” للدّكتورة رفيعة الطّالعيّة، وبحث “أثر الرّيع في التّحول الثّقافيّ” للأستاذ عليّ الرّواحيّ، وبحث: “التّحوّل من الثّقافة القبليّة إلى الثّقافة المدنيّة” للأستاذ إسماعيل المقباليّ.

السابق
الحرب والحياد من نظر الرّحالة حسين حيدر درويش
التالي
سياسات منطقة الخليج ووعي أجياله
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً