الحوارات

حوار حول ظاهرة الجهل باللّغة في الجانب الكتابيّ

نشر في جريدة عمان الأحد 6 صفر 1446هـ/ 11 أغسطس 2024م

تحقيق: حسن عبد الموجود

عبد الموجود: هل تستعين بمراجع لغوي لمخطوطاتك أم تكتفي بمراجع دار النشر؟

العبريّ: شخصيّا لا أستعين بمراجع لغوي لسببين رئيسين: أولا الاعتماد الذّاتيّ، فعندي قاعدة لا بأس بها في اللّغة العربيّة، فكانت جزءا كبيرا في دراستي الشّرعيّة، ولأني درّستها أيضا لفترة طويلة، لما يقارب عقدين، ثمّ بسبب كتابة المقالات المستمرة في الصّحف ووسائل التّواصل أعطتني قاعدة أيضا فيها، ومع هذا أستفيد من نقد وتصويب وآراء القرّاء في هذا الجانب، لهذا اكتفي بملحوظات دار النّشر، وهي ضروريّة؛ لأنّ الكاتب يكتب من عقله الباطنيّ، فتكون نظارته ملونة، لا يلتفت إلى بعض الأخطاء، وأمّا القارئ فيقرأ ببصره وبصيرته، فتكون نظارته محدّبة، لهذا يكتشف مثل هذه الأخطاء، لهذا مراجعة دور النّشر لغويّا لابدّ منها، وهي كفاية إن كانوا صادقين في اهتمامهم.

عبد الموجود: ما رأيك في قول البعض بأن النحو غير مهم وأن أخطاء اللغة شيء عادي لا يجب وضعه في الاعتبار؟

العبريّ: طبعا لا أوافق على هذا الرّأي، فالأخطاء أحيانا تؤثر على المعنى، كما تؤثر على القارئ، فيشعر بعدم الارتياح، لأنّ اللّغة الفصحى لغة التّواصل، ولها جمالها، ومن جمالها التّناسق النّحويّ والصّرفيّ والإملائيّ، لهذا الاهتمام بها ضرورة كتابيّة.

عبد الموجود: ما حدود الأخطاء التي يمكن أن تغتفر في عمل أدبي واحد؟

العبريّ: لا يوجد عمل لا يوجد به أخطاء، نحويّة أم صرفيّة أم إملائيّة، فهناك أخطاء بسبب الاستخدام الشّائع، كالوجود والتّواجد، وهناك أخطاء صرفيّة كعدم حذف حرف العلّة في الفعل المضارع المسبوق بأداة شرط جازمة، وهنا أخطاء إملائيّة كعدم وضع الفاصلة المنقوطة في مكانها الصّحيح، ولعلّ ما يغتفر نسبيّ، بمعنى يغتفر إذا كان قليلا وهو وارد بشكل طبيعيّ، وبمعنى أنّ بعض القرّاء لا يلتفت إلى هذا، قلّ أم كثر، ويركز على الرّوح العامّة للنّصّ، وهناك من القرّاء من ينزعج، خصوصا الدّارس أو المعتاد طبيعيّا على سلامة اللّغة، وهؤلاء قلّة، ومع هذا ينبغي – كما أسلفت – الابتعاد عن مثل هذه الأخطاء، وإن كانت واردة، ولكن أن تكون قليلة ومغتفرة، خصوصا عندما لا تغيّر المعنى وتحتمل التّأويل.

عبد الموجود: فيما يتعلق بتحكيم الجوائز.. هل يجب وضع أخطاء اللغة في الحسبان؟

العبريّ:  هذا يعتمد على نوع المسابقة، فالمسابقات في المجالات الشّرعيّة والتّراثيّة والتّحقيقيّة والأدبيّة اللّغة جزء أصيل فيها، فوضع شرط سلامة اللّغة لابدّ منه، وأمّا المسابقات العلميّة البحتة، قد تكون درجة الاشتراط أقل أو هامشيّة؛ لأنّ الغاية الجانب العلميّ، وهو أمر واسع.

مع خالص التقدير

السابق
المؤتمر التّاسع لوزراء الأوقاف وتعزيز مبادئ الوسطيّة وقيم الاعتدال
التالي
تسقط القوميّة
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً