هناك من التّجارب الجميلة الّتي لا غنى من الاستفادة منها …
وهناك من قدّم الكثير للوطن لأجل الوطن ….
وهناك ممّن ظلموا بغير حق، فصبروا وقدّموا مصالح الوطن، فكانوا من العافيين الواصلين مسيرة الإصلاح والتّغيير…
الكثير من المخلصين رحلوا عن عالمنا الدّنيوي، رحلوا بنفوس مطمئنة، راضية قدّمت، وضعت القاعدة لغيرها …. ليواصلوا لا لينقضوا، وليتقدّموا لا ليتأخروا …
ومنهم من لزم الصّمت، ومنهم من أخذته الجرأة ليدون ويذكر تجربته الذّاتيّة للأجيال، التّجربة المليئة بحلوها ومرها، بنتاجها ومراجعاتها، بتشجيعها ومظلومياتها…لعلّ الجيل الحالي يقف قليلا، ويقلّب الأوراق لأجيال قادمة، في زمن تتسارع فيه المعارف، وتتغير فيه الظّروف، وتتجدد فيه الدّماء سريعا …
ومن هؤلاء الّذين تشجعوا وكتبوا سيرتهم ونتاجهم ومظلومياتهم بدون رمزيات أدبيّة، ولا رواية تكني شخوصها، بلّ بكلّ صراحة وشجاعة، الأستاذ المذيع الجليل زاهر بن حارث المحروقيّ، في كتابه القيّم الجديد سارق المنشار، والّذي طبع عن دار الانتشار العربيّ.
نعم إنّه سارق المنشار، ولكن كاتبنا بنيامين الأخ الأصغر ليوسف الصّديق، لم يكن يوما ليسرق صواع وطنه، ولا يخون من قدّم المعروف له، صواع الوطن حافظ عليه منذ البداية، ولكنه ابتلاء الزّمن لكلّ ناجح لم يكن همّه دنانير تُبلى، ولا مناصب تذهب؛ بل همّه الوطن وإنسان الوطن، فكان جبلا راسخا على الابتلاء، كما صبر الأخ الأصغر ليوسف، وقبله أخوه يوسف وأبوه يعقوب وعمّ أبيه إسماعيل، وجدّهم إسحاق وإبراهيم عليهم السّلام …
فليهنأ كاتبنا بما قدّم، وقلمه يشهد بذلك ونعم شاهد، وعلى من أتمنه الله لهذا الوطن هلّا هؤلاء المخلصين كمستشارين بحق للوطن، وسيرون النّتاج قريبا بإذن الله، فبمثل هؤلاء يقتدي المخلصون، ويكرّم العاملون!!!
فيسبوك 1439هـ/ 2017م