جميل أن ينطلق المجتمع من أبعاده الذّاتية إلى أبعاده الجماعية والمجتمعية …
والأجمل أنّ نرى وجوها شابه تحاول أن تملأ بعض الحلقات الفارغة في الحراك المجتمعي، وأن تحاول أن تقدّم ما لديها من إبداعات في منهج مؤسسي، لسير صيرورة الحياة وفق ما وصل إليه المجتمع الإنساني من تطور في الحراك المدني …
في بلادنا الحبيبة “عمان” سمعنا عددا ليس قليلا من هذا، وفتحُ المجال لهذه الإبداعات الشابة مهم ليشارك المجتمع جميعا في دعم عملية البناء والترابط المجتمعي…
وإني لأكبر ما قام به بعض المحامين وغيرهم، في عامهم الثاني على التوالي – فيما أحسب -، من تكوين ما يسمى [فك كربة]، واختيار قرب رمضان ومناسبة العيد الفطر السعيد ميقاتا لها …
لقد أحس هؤلاء الأخوة أنّ هناك عشرات الأسر تعاني من تشرد لغياب الأب، وبالتالي الضحية هؤلاء الأولاد الذين أشبه باليتامي، وغياب ركن الأب عن الأسرة يضر بتربية الأولاد، وبالتالي الضرر يعود إلى المجتمع لاحقا إن لم يجدوا من يحتضنهم …
كما أنّ هناك عشرات الأسر من ستتضرر ماديا لغياب الأب عنها …
بجانب فرحة العيد لها جو آخر إذا وجد هذا الركن العظيم بين زوجه وأولاده وأهله ..
لقد أحس هؤلاء الأخوة بهذا الرابط الاجتماعي، وأنّ الفرحة لابد أن تعم الجميع، والإنسان قد يخطأ في تصرفه المادي والسلوكي، والأصل أن يواجه المجتمع هذا الخطأ بالتعامل مع إنسان بطبعه الخطأ، ومحاولة العلاج، وتخفيف الألم لا في زيادته…
من هنا كانت هذه الفكرة الرائعة لتفريج هم عشرات الأطفال والنساء، ليفرحوا بعودة أزواجهم وآبائهم وأبنائهم إليهم، وقد وجدوا مجتمعا يحتضنهم، وأمة تستقبلهم، ومؤسسات تدعمهم، يقفون معهم ومع أسرهم، فحق لهؤلاء التغيير، وهذا أبلغ من ألف محاضرة ودرس وخطبة …
إنني كمواطن أوجه شكري علنا لهذه النخبة، والتي أحست بغيرها، وتألمت لنساء وأطفال فقدوا حبيبا لهم، وتفريج كربتهم ليس بالعسير، ومن فرج عن مؤمن كربة، فرّج الله عنه كربة من كرب الآخرة كما في الرواية، وليس ذلك على الله بعزيز …
وأناشد من له قدرة فليعن، وأن يقف المجتمع مع هؤلاء يدا بيد …
شكرا أيها المبدعون، وإلى الأمام دوما، وأيادي المجتمع فوق أيديكم …. وعين الرب تحفظكم وترعاكم… وضعتم درسا لنا وللأجيال القدامة، فهنيئا لنا بمثلكم …
فيسبوك 1436هـ/ 2015م