المقالات النقدية

لماذا لا تدرسونهم غاية المراد في علم الاعتقاد؟!!!

زارنا المركزَ مرة أحدُ المختصين والمهتمين والمدرسين للعقائد في بعض المعاهد، وسألنا: ماذا تدرسونهم في العقيدة؟ قيل له: كتاب الله، قال: لماذا لا تدرسونهم غاية المراد في علم الاعتقاد؟!!!

فقلتُ في نفسي: سبحان الله، الله يقول: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ….

علم التوحيد (العقائد) عمقه وأبعاده التّربوية والاجتماعية والحضارية لن يتحقق إلا إذا ربط مباشرة وانطلق بدون حواجز من القرآن الكريم، الّذي يدعو إلى البناء والنّظر والتّأمل والتّدبر في الأنفس والآفاق حتى مع صفاته سبحانه …

أمّا علم العقائد والكلام في المنظومات والنّثر الإباضي والسّني والشّيعي فهي ردود مذهبية لانتصار هذا المذهب على ذاك!!!

أبناؤنا وما يلاقونه من أمواج فكرية وفلسفية، شرقية وغربية طول عامهم، من الجيد أن يتذوقوا حلاوة القرآن في توحيد الله تعالى …

ومساكين هؤلاء الأبناء إذا أدخلوا المراكز الدينيّة، فبدلا أن يتذوقوا حلاوة التوحيد من كتاب ربهم، سيجدون أنفسهم أمام صراعات مذهبية كالصّفات والرّؤية والخلق ونحوها، فهم لن يعيشوا في أفق التّأمل والنّظر والتّدبر الذّاتي والكوني، وإنما سيعيشون في صراع الرّوافض والخوارج والنّواصب والمجسمة والحشوية …. الخ.

شخصيا لا أعارض تدريس مثل هذه النّظم وغيرها، لكن لمن تخصص يدرسها مقارنة لمعرفة العلم بحدّه وموضوعه ولوازمه، مقارنة بين جميع المدارس، مع العرض القرآني، والآلة المنطقيّة ….

أمّا هؤلاء الأبناء وقد أتو إلى هذه المراكز، فهم بحاجة إلى التّعرف إلى خالقهم عن طريق خالقهم، لترق قلوبهم، وتعمل عقولهم، ويستوي سلوكهم، وينظروا إلى الإنسان كإنسان، لا يفرقهم مذهب على مذهب، ولا يتعصبون لطائفة على طائفة، إنمّا يتعصبون لكلام ربهم، ومنهجه الشّامل للجميع.

فيسبوك 1436هـ/ 2015م

السابق
رسالة الإمام محمد بن عبد الله الخليلي إلى الملك عبد العزيز آل سعود ولابنه الملك سعود
التالي
فك كربة …. وقفة مدنية رائعة …
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً