حاوره في الكتاب أحمد أحمد وعادل القاضي[1]
ترجمة سريعة للمؤلف المصدر موقع ويكبيديا:
محمد حسين فضل الله من مواليد 1935م، توفي 2010م، عالم شيعي إسلامي كبير.
ولد السيد محمد حسين فضل الله في النجف في العراق وعاش وتوفي في لبنان.
يعتبر من أكثر علماء الشيعة انفتاحاً على التيارات الأخرى.
له العديد من المؤلفات والمشاريع الخيرية، والآراء النقدية داخل مدرسته ونقد الوضع الإسلامي.
قراءة في الفكر العام عند فضل الله:
من خلال قراءتي لفكر السيد فضل الله نجده ينطلق من:
البعد الإنساني المتجاوز للخطاب الطائفي والمذهبي، فهو يتعامل بكل إنسانية مع إخوانه من الطوائف الأخرى الذين شاركوه في لبنان مثلا.
البعد الوحدوي الذي يتعامل به مع إخوانه المسلمين من المدارس الإسلامية، ويركز على المشتركات بينهم.
الانطلاقة القرآنية التي يسعى إلى تحقيقها والانطلاقة منها، وسمى موقعه بينات، وله تفسيره الكبيرة في القرآن في عشرين جزءا سماه من وحي القرآن.
الخطاب العصري الذي يقترب من الشباب ويحيب عن تساؤلاتهم.
نشر ثقافة المحبة، وأن الدين في الأول والأخير هو المحبة لا الكراهية، فحبوا من خالفكم وأحبوا أعداءكم.
وأخيرا التطبيق العملي لما يقول فأسس العديد من المدارس الخيرية والمستشفيات الخيرية والمراكز الثقافية التي تستقبل وتستوعب الجميع.
فكرة الكتاب:
كتاب فقه الحياة كتاب يخاطب فيه السيد فضل الله الشباب، لما للسيد من قيمة في نفوس هؤلاء، جعل من الشابين أحمد أحمد وعادل القاضي في عام 1996م إجراء هذا الحوار مع السيد فضل الله.
والكتاب تناول موضوعات عديدة مع الشباب كقضية التقليد والقضايا الأسرية كطاعة الوالدين وقضايا المرأة والعلاقات الأسرية، والقضايا المالية كقضية البنوك المعاصرة وشركات التأمين، وقضية التعامل مع الآخر من غير المسلمين، وفقه المهجر، وفقه الصحافة والتثبت في نقل الخبر، والقضايا السياسية كقضية الانتخابات والأحزاب ونظام الدولة والقوانين المدنية، والفقه الطبي كقضية التشريح والاستنساخ وقضايا الفن كالموسيقى والرقص وتمثيل المرأة وفقه الأدب المعاصر كالقصة والرواية والمسرحية وفقه الرياضة.
ومما جاء في الكتاب:
من المسائل التي طرحها السيد فضل قضية الرواية إذا خالفت خط القرآن فهو يرى طرحها والالتفات إلى القرآن، إلا أنه يرى أحيانا لا توجد معارضة لأن القرآن بطبعه يعطي أفقا أوسع للفهم، فبعضه وما يتوافق مع مسار الرواية وبعضه ما يخالف هذا المسار.
يرى الطابع العام في الشريعة أنها طابع يسر لا عسر، والدين جاء لرفع الحرج، من هنا يدعو الفقيه أن ينطلق من التيسير، والبحث عن الرخص الموافقة للشرع، لأن هذا الطابع العام للدين الإسلامي.
كذلك يرى الأصل في الغناء والموسيقى الحل والجواز، ما لم تثر الغرائز فهي كغيرها من الآلات والأدوات لها حكم ما وضعت فيها لا في أصل وجودها وصنعتها.
ناقش كذلك قضية ضرب الأطفال وأنها لا تصح كمبدأ إلا في حدودها الضيقة وأن تكون بشكل تربوي لا بشكل اعتدائي وانتقامي على الطفل.
ويرى من حق المرأة ابتداء أن تختار زوجها، ولا يجوز إكراهها، ويحث الولي أن يتعامل مع المرأة على إنها ليست قطعة أثاث بل هي إنسانة لها مشاعرها ورغباتها كباقي البشر.
ناقش أيضا ما يتعلق بالصحافة وأدبياتها، وقضية التثبت في نقل الخبر، وأنها تكون سلطة إصلاح للمجتمعات العربية وإحياء لها تربويا وثقافيا ونبه إلى قضية الشتائم الصحفية وأنها ليست من الأدبيات الدينية.
كذلك ناقش قضية حقوق النشر والتأليف وبين أنّ حق التأليف اختلف اليوم عن السابق، فأصبح للكتاب في ذاته قيمة مالية، فلذا لا يجوز الطبع دون إذن من الكاتب أو الناشر لهذا الاعتبار.
ويرى أن الفائدة البنكية المحرمة ما كانت مشروطة، أما إذا كانت غير مشروطة فهي في حكم الحل لا الحرمة.
والشيخ أكثر انفتاحا على قضية التأمين وأن الأصل فيها الحل، ويرى الجواز في التأمين على الحياة وأنه ليس تحديا لله، لأن أصل الإنسان مطالب أن يحفظ حياته في أصل المبدأ.
ثم تطرق إلى قضية التعامل مع البشر من غير المسلمين، أو مع الكتابيين، وأنها مبنية على التعايش والتعارف، والجدال إنما يكون بالتي هي أحسن، مع بقاء الحق الإنساني.
شدد في مخالفة القوانين المتعلقة بالدول بما يحفظ مصالح الناس، والالتزام بقوانين التي هو فيها، ولو كانت هذه الدولة غير مسلمة ابتداء.
ويرى على الطبيب أن يحفظ سر المريض، ويرى أن حفظ سر المرض أشد من حفظ ماله، لما للآثار السلبية الناتجة من عدم حفظ سره.
ويرى جواز التشريح للمعرفة العلمية وجواز التبرع بالأعضاء بعد الموت خاصة إذا بها ينقذ حياة إنسان.
يرى تمثيل شخصيات مقدسة ليست محرمة أو ممنوعة في الأصل وإنما يراعى فيها الاعتبارات الثانوية.
ويرى مشاركة المرأة في المسرح أو السينما لا حرمة فيه مع مراعاة الأدبيات والأعراف المجتمعية.
الملحوظات على الكتاب
القراءة الحوارية بطبيعة الحال لها جانبان: الجانب الأول جانب المراعاة لمن يحاور، لذا تظهر فيها بعض الدبلوماسية، والجانب الثاني: الاختصار، لهذا لابد من متابعة الكتب الأخرى، خاصة التي تحمل بعض العمق.
فضل الله امتداد للمدرسة الإصلاحية، ولم يكن من المدرسة التفكيكية للنص، والمدرسة الإصلاحية تهتم بالجانب العملي وتنقد الذات في بعض الجوانب، لكنها أيضا لأسباب مجتمعية قد تتحفظ في جوانب عديدة، وهذا ما يظهر عند السيد.
الخلاصة
الكتاب في جملته متقدم خاصة ونحن نتحدث في التسعينات، فترة قوة ما يسمى بالصحوة، وظهور المدارس السلفية والأخبارية، وظهور صوت إصلاحي في الطرف الشيعي يماثله أطراف في المدارس الأخرى كمحمد الغزالي في المدرسة السنية وقبله الشيخ البكري في المدرسة الإباضية هذا له تأثيره وهو كان تمهيدا للقراءات التفكيكية وتحليل النص وما بعد المدرسة الإصلاحية من قراءات.
[1] لقاء إذاعي في برنامج أعجبني للكاتب سليمان المعمري وحول كتاب فقه الحياة للسّيد محمد حسين فضل الله. (موجود في قناتي اليوتيوبية : قناة أنس).