من أكثر المسائل التي أثيرت حول منشوري الأخير حول الموسيقى أنّ الإثارة لرأي آخر ونقده علميا في وسائل التّواصل خطأ جسيم لأنّ هذه الوسائل يدخلها الغالب العامة من الناس!
فلا أدري من هم العامة؟!!!
هل الذي درس أكثر عمره ومنهم من درس في الخارج ويقرأ أكثر من هؤلاء!!
أم المهندس والطبيب والجندي والأديب والفيلسوف والصحفي وأكثرهم بالفيس وتويتر!!!
ثمّ لنفترض أنهم من العامة ما القاعدة والضابط؟
رأينا العديد ينشر منشورات في صحفهم ووسائل التواصل ومنها هذه المسألة وغيرها، بل لم يقتصر هنا وفي الدروس والخطب والمطويات والمجالس، بل وكما أسلفت في مقالي السابق منهم من يفسق ويربطها بالبراءة!!!
ومن المنشورات ما يخالف حتى جمهور عمل المذهب سابق كالأخذ من البدن لمن أراد أن يضحي ثم لما ظهر خلافه نشروا ما يخالفه وعمموا.
وهناك ما يتعلق بمذاهب المسلمين، بل وأحيانا يلصقونها بعبارات لا يرتضيها الطرف الآخر كالحشوية والملاحدة، وغيرها.
وهناك العديد من المسائل الفكرية التي يطرحونها والآراء، فلما يضيعون وقتهم، ولا يذهبون إلى من يعارضونه ويناقشونهم، فالعالم ليس فقط المفتي، فهناك عالم السياسة والقانون، وعالم الصحافة والقصة والمسرحية، وغيرها.
والعالم كذلك ليس عالم الإباضية فهناك عالم السلفية والأشاعرة والشيعة والصوفية!!!
فمن المخجل ونحن في عالم الفيس والتويتر أن نطالب الناس بالرجوع إلى الخلف!!!
ثم هناك الصوالين المفتوحة والحلقات، لماذا لا نرى هؤلاء الشيوخ يخرجون إليها كما خرج الأنبياء إلى نوادي الناس ومجالسهم، ولم يغلقوا أفواههم، بل حاوروهم بالبرهان.
يعني لماذا الآخرون لهم الحق أن يتكلموا ويتحدثوا وإذا تحدث آخرون قالوا أذهبوا إلى غرف المشايخ وبيوتهم!!!
ثم لو سكتنا نحن هناك عشرات من سيتحدثون، فهل يعقل عقلا أن نطالبهم بتكميم أفواههم، لهم الحق أن يتحدثوا كما يتحدث عالم الشريعة في الاقتصاد والسياسة والتربية وعلم الاجتماع!!
المطالب من المهتم بالشريعة النزول إلى الناس ونواديهم، ومنها بطبيعة عالم الفيس وتويتر.
هذا الأماكن أصبحت متاحة للجميع، والمعرفة حق للكل، فمن المخجل أن يصبح الناس فيها (عامة)!!!
إذا كان الناس هزتهم قضية الغناء فالعالم الآن يتحدث عن السلطة والدولة المدنية ومؤسساتها، والقانون، وعالم نقد الذات، وفلسفة المعرفة، وفلسفة العدل والقانون!!! فكيف لما يكون الحديث حولها!!!
ومن المخجل أيضا أن نصور للناس وكأنهم في مجلس صغير يتعازمون في الفتوى والعالم تطور في صوالينه الحوارية ونقاشاته العلمية.
الحاصل كطبيعتي احترم أي رأي ولا يوجد هناك من يحتكر المعرفة ولو دينية، فالكل له الحق أن يبحث ويقول ويناقش، في أي موضع كان، ومن أراد أن يرد فالبرهان طريقه ودليله.
فيسبوك 1436هـ/ 2016م