السلام عليكم استاذي الكريم
وعذرا للتطفل.
الردة في نظري جانب سياسي بحت لا علاقة له بالدين، وتحدثت عنه في كتابي “فقه التطرف”، فإذا جئنا إلى القرآن يربط الإيمان بالله بالبرهان والسير في الأرض، ومن المعلوم أن الإيمان بالله وتوحيده رأس ما جاءت به الديانات، وإن اختلفت في مصاديقها وكتبها ورسلها.
ومع حرية الإيمان بالخالق يقرر حرية الدخول في الدين “لا إكراه في الدين” فإذا كانت حرية الدخول متاحة فحرية التغيير او الخروج أولى، وإلا سيضطر إلى النفاق، والثاني جرم في حد ذاته، فإن قلنا الخروج من الدين جرما لا يترتب عليه أثر دنيوي فلا يعالج ذلك بجرم آخر وهو القتل أو النفاق.
وما حدث في الحقيقة من ردة سياسية أثارت فتنة واعتداء على الجماعة، لهذا تنزل رواية من بدل دينه فاقتلوه وهي رواية ظرفية تقرأ في سياقها التاريخي.
وعليه تبقى حرية البحث والاختبار قائمة إلى يوم البعث، وهذا ما يتوافق مع مصاديق القرآن الكريم، وهو المهمين على الرواية.
فإذا جئنا إلى البهائية فهي صحيح تؤمن بالقرآن ومحمد ع إلا أنها تشكلت في دين جديد من رسول جاء بعد محمد وكتاب نسخ بعض احكام القرآن، وهذا يتناقض مع عقيدة المسلمين من الاعتقاد بالخاتمية لمحمد والشمولية الزمنية للقرآن، وعليه الدخول في البهائية وإن كان حسب الخط العملي يعتبر ردة بالمفهوم النقضي لبعض ما يعتقد عند ملة ما، ولكن هذه الردة لا يترتب عليها أثر دنيوي، فإذا تبنى رجل البهائية أو المسيحية أو أي ديانة أخرى له حريته، بل حتى إذا خرج من دائرة الإيمان ولم بتبنَ دينا أو رسالة ما فله ذلك، ويبقى الخيط هو الحوار بالتي هي أحسن، والقانون يصاغ حول مبدا الحرية في الجملة.
دمت بود ومحبة.