1441هـ/ 2020م
الأستاذ الكريم ع.ب شكرا لك
اتصور البيت (أجيز) من باب الضرورة الموسيقية، بيد أنه نحويا – في نظري – خطأ من حيث العموم؛ لأن الأفعال الدالة على الخلو والامتلاء يأتي بعدها تمييز نسبة، والتمييز يكون نكرة دائما في الأصل، فتعريف الضياء خطأ نحوي، ولا يقال إنه مفعول به ثاني؛ لسبب ما أشرت، إذا لا يمكن أن يملأ الكون ضياء وإنما يمكن ملأ الكون من الضياء، كقولنا ملأت الإناء ماء أي من الماء، فلا يصح أن يقال ملأت الإناء الماء.
ثم لو قلنا – تجوّزا- إنها مفعول به ثاني لكان المفعول به ثاني نكرة أيضا في الأصل كقوله تعالى: وكسونا العظام لحما. فلحما نكرة، وليس أصلهما مبتدأ ولا خبر.
نعم يستثنى الجملة التفسيرية إذا اعتبرنا امتلأ الكون الضياء من باب التفسير، فيصح جعله معرفا، ولكن فيه تكلف واضح في نظري، مع أني أرى البيت ثقيلا في الأصل، ولكن للضرورة الموسيقية يحمل على الوجه الثالث فيكون مفسرا خروجا من أصل الجملة ليتناغم مع السماء قبله والرخاء بعده وكلها أل شمسية واسم ممدود.
دمت بود ومحبة.