من الكتب القيمة كتاب فقه اللهجات العربيات من الأكادية والكنعانية وحتى السبئية والعربية، للباحث الدكتور محمد بهجت قبيسي، والدراسة تعود إلى عام 1999م وصدر عام 2001، وه وينقض النظرية التي أطلقها العالم النمساوي شلوتستر في عام 1781م أي نظرية اللّغات السامية، أي نسبة إلى سام بن نوح، وأصبح من بعده عالة عليه في التقسيم.
ويرى أنّ نظرية اللغات السامية استغلت استغلالا سلبيا من قبل الصهيونية العالمية، فمع كون العربية لغة سامية إلا أنهم اعتبروا ضد السامية بسبب الوضع السياسي، على أنّه لا يوجد دليل كتابي للارتباط هذه اللغات أو اللهجات بسام، عدا ما ورد في التوراة من ربط بعيد.
ويرى أنّ الكنعانيين والآراميين هم عرب حيث وجد نص آكادي في زمن الملك نارام سين في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد ورد فيه ذكر العرب مرتين، وورد كملة عرب بمعنى الماء الكثير، أو الذي يمكثون عند مظان المياه، وليس بمعنى البداوة والصحراء.
ويرى أن العبرية لهجة عربية خليط من العربية الكنعانية والعربية الآرامية، وأن اللغة العربية هي الأم لهذه اللغات حيث حفظتها وحافظت على الفصيح منها، علما أن الدكتور بهجت ليس أول من نقد نظرية اللغات السامية فقد سبقه محمد محفل في مدخل إلى اللغة الآرامية 1974م، وتوفيق سيف في نقد النظرية السامية 1984م.
وعموما الجهد في حفظها هذه اللهجات من قبل الدكتور وإرجاعها إلى حجر أمها العربية جهد مشكور، بيد أنه في نظري لو سماه اللسان العربي بدل اللغة، والقرآن استخدم لفظة اللّسان ولم يستخدم لفظة اللّغة، لأنّ اللّغة جزء من أجزاء اللّسان الواحد وفرد من العائلة (اللسان ثم اللغة ثم اللهجة).
فالعربية لسان بنص القرآن وهذا يعطينا منطلقا للكشف والبحث، وهنا ألفت القراء لا معنى لمحاولة نقض القرآن بدعوى وجود فيه كلمات سريانية بنسبة كبيرة، أو الدفاع عن القرآن لعدم وجود هذه الكلمات، لأنه قضية هامشية، فالسريانية آرامية التصقت بالمسيحية، وجميع هذه اللغات تنصب في لسان واحد وبيئة واحدة، بغض النظر عن ماهية اللسان.
فيسبوك 1441هـ/ 2020م