المقالات الفكرية

مستقبل التّنوير في العالم العربي بين الأنسة والهويّة

مضامين كلمة مشاركتي في ندوة ثقافة التّنوير بين الأمس والمستقبل في كليّة اليرموك الجامعة في العاصمة بغداد بدولة العراق افتراضيّا. [ملحوظة: بعض أجزاء الكلمة منقولة من كلمات ومقالات أخرى للكاتب].

  • أولا: مصطلح التّنوير: إشارة إلى النّور والخروج من عهود الظّلام أي الخرافة والجهل والاستبداد إلى عصر النّور أي العقل والعلم والحريّة.
  • مصطلح نشأ مؤخرا في أروبا خصوصا بعد الثّورة الفرنسيّة في القرن الثّامن عشر الميلادي، ومروا بمراحل عديدة من التّنوير فالحداثة وما بعد الحداثة، وفي الجانب الآخر من العلوم التّجريبية والعلمويّة واليوم صعود عالم الفيزياء والرّياضيات ومستقبل العلوم الإنسانيّة.
  • في العالم العربي تأخرنا كثيرا في جانب التّنوير، وأصبحنا في عالم المتأثر لا المؤثر.
  • في الجانب الدّيني وجدت ثلاث مدارس، المدرسة الأولى: المدرسة التّقليديّة أو السّلفية، والّتي شاعت في جميع المدارس الإسلاميّة، خصوصا بعد طباعة وظهور كتب التّراث، والاكتفاء بتحقيقها المنهجي فقط، وبالتّالي ظهور الصّحوة الإسلاميّة، الّتي بنيت على هذا في الغالب.
  • المدرسة الثّانية: المدرسة الإصلاحيّة أو التّجديديّة والّتي ظهرت مع العطار ومن ثم محمّد عبده والأفغاني، وهي مدرسة لم تقدّم رؤية نقديّة، بقدر ما قدّمت محاولة الملائمة بين الماضي والحاضر، وبين الشّرق والغرب، وهذه المدرسة أيضا سيطرت على الخطاب الرّسمي خصوصا في مصر ابتداء، وكذلك كانت أقرب إلى بعض المراكز العلميّة.
  • المدرسة الثّالثة: هي المدرسة النّقديّة التّفكيكيّة، الّتي حاولت أن تقدّم منهجيّة جديدة في التّعامل مع التّراث، بمحاولة فصل ما بين المقدّس وغير المقدّس، ثم قراءة التّراث قراءة ظرفيّة كأي تجربة بشريّة، وهذا مع حضورها مبكرا كما عند عليّ عبد الرّازق وأبي ريّة، إلا أنّ حضورها كان ضعيفا، وبدأت بشكل أكبر في العقدين الأخيرين.

ملاحظات على المدارس الثّلاثة:

  • انتصار المدرسة الأولى بسبب الدّعم لها خصوصا بعد القضاء على الحركات اليساريّة، وظهور حركة الصّحوة الإسلاميّة.
  • تبني بعض الدول والجامعات المدرسة الإصلاحيّة.
  • عدم تبني المدرسة الثّالثة واقتصارها على: الاشتغالات الفرديّة كما عند أبي القاسم حاج حمد، ومحمّد عابد الجابري، وأركون.
  • عدم تشكل نظريات جمعيّة لها تأثير قوي، وهنا نشير إلى نظريتين لهما علاقة بالتّنوير:
  • نظريّة الأنسنة وهذه ظهرت مع أركون، وهي تأثرت بالبيئة الغربيّة، المبني على النظريّة الشّيلرية: الإنسان هو المقياس لكلّ الأشياء، ونحن هنا أمام: (أنسنة اللّاهوت، أنسنة النّص، أنسنة التّأويل).
  • الأنسنة ارتبطت بالفرديّة، أو الفردانيّة، بمعنى تحرير الفرد من نزعة الجماعة، بمعنى الهيمنة السّياسيّة والدّينيّة.
  • في العالم العربي حضور الأنسنة المرتبطة بالفرد ضرورة بداية من النّظام السّياسي وحتى الأنظمة الدّينيّة والثّقافية وغيرها، وهذا يربطنا بالهوّية.
  • الهويّة مرتبطة بالماهيّة، وخاضعة للماهيّة، وكلّما اقتربنا من المبادئ الإنسانيّة كلّما خلقنا هويّة معتدلة فهناك (هويّة الجنس البشري والّذي يوافقه نظام حقوق الإنسان ويقترب من الأنسنة، وهويّة الأمّة بمفهوم الفصل لا الجنس لمشتركات معينة، مثل العالم العربي يشترك في العرق واللّغة والدّين ومشتركات الأديان واللّغات الشّرقيّة، ثمّ هوّيّة الدّولة القطريّة وهذا يدخل فيه حقوق المواطنة).
  • لمّا نتحدّث عن الهويّة العربيّة فهنا نخرج من الدّولة القطريّة لنشكل هوّية تنويريّة عربيّة تحت مظلّة العقل والعلم والحريّة ابتداء، ثم تحقيق كرامة الفرد اقتصاديّا ومجتمعيّا والتّخلص من الاستبداد السّياسي والمجتمعي والدّيني.
  • الهوّية العربيّة كانت بمفهوم الأمّة أو بمفهوم الدّولة القطريّة مرتبطة بالماهيّة ابتداء وبالهوّية الإنسانيّة.
  • وأخيرا مستقبل التّنوير قائم اليوم بسبب تقدّم الإعلام وهذا بحاجة إلى الخروج من ضيق الدّولة القطريّة إلى سعة الأمّة، واستقلال الثّقافة والمعرفة عن السّياسة، وتشكل نظريات، والاقتراب من هوّية الفرد وماهيّته.
السابق
النّص الدّيني وجدليّة القراءات المعاصرة (الأحكام نموذجا)
التالي
“الفريضة الغائبة” لمحمّد عبد السّلام فرج وجدليّة العنف
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً