1441هـ/ 2020م
السلام عليكم استاذي الكريم
اطلعت على سؤالك، وسرني قراءتك الشكية للأفكار، بما فيها المعتقدات والطقوس؛ لأنها تؤدي الى اليقين، ولو صادف الخطأ، فهو خير من التسليم الوهمي، والتقليد الشعبوي.
وعموما حسب قراءتي نفهم الموضوع من خلال السؤالين:
– هل التشريع القرآني تشريع ابتدائي منفصل عما قبله؟
– ما أنواع التشريع؟ واين نضع إشكالك فيه؟
فإذا جئنا إلى السؤال الأول وحسب قراءتي أن التشريع القرآني ليس تشريعا ابتدائيا منفصلا عما قبل، والشريعة الإسلامية في جملتها امتداد للشريعة (التوراتية/ الموسوية/ اليهودية)، وهي امتداد لما قبلها، إلا أن الشريعة الموسوية هي أقدم شريعة محفوظة في الجملة حتى الان، ومنها شريعة الصلاة وأوقاتها، فلما ولد النبي ص؛ ولد في هذه البيئة التي تمارس فيها الصلاة، فلما بعث وجه في إتمام الصلاة على النحو الحالي بعيدا عن الزيادات الفقهية، وقد فصلت ذلك في مقال طويل أبعثه لك لاحقا لكوني لست قريب الجهاز، ولهذا بين القرآن الأوقات الثلاثة، وهذه أشرت إليها في كتابي أيام رمضان ممكن ترجع إليه، وفي الجملة التشابه ببن صلاة المسلمين وصلاة اليهود تشابه كبير، لكون الشريعة الإسلامية امتداد لها، أما كيف بدأ ذلك فلن تجد جوابه في القرآن ولا في التوراة؛ لأن الاثنين امتداد لما قبلهما، ولكن متى بدأ يحتاج إلى بحث وتأمل عميق، فمثلا لو تأملت في شريعة الزراديشت، وعلى الخلاف أيهما أقدم الشريعة الموسوية ام الشريعة الزرادشتية، فلو سلمنا أن الأقدم الشريعة الزرادشتية، ستجد تشابها في الاوقات وبعض تفاصيل الصلاة، لتدرك أن التشريع الابتدائي قديم أقدم من ابتداء نزول القرآن بكثير جدا.
ومع هذا القرآن في الجملة يحوي التشريعات: الابتدائية وهي قليلة جدا، والتشريع الإجمالي وهو الأغلب، والتشريع التفصيلي وهو قليل جدا، والثاني إما تفصيل لابتداء، او تفصيل لتصحيح تشريع سابق.
فمثلا: قوله تعالى: وأقيموا الصلاة، وقد أشار القرآن الى الصلاة منذ العهد المكي، وهذه الإشارة إشارة عهدية وليست ابتدائية؛ لأن القرآن منزه عن العبث، فلما خاطبهم عن الصلاة؛ لأن الصلاة كان أمرا معهودا وليس أمرا ابتدائيا، حدث تصحيح له لا أكثر.
وعموما هناك مسائل متعلقة بالتشريع وظرفيته وحده ومنتهاه ليس محله هنا.
وهذا ما تيسر الجواب من محبك العبد الفقير، والله أعلم.