من حلقات الصّيام في الأديان على إذاعة مسقط اف ام
الثّلاثاء 8 رمضان 1445هـ/
البعض يجعل السّامريّة واليهوديّة ديانة واحدة، وجعل العقاد [ت 1964م] في كتابه “حياة المسيح” السّامريّة مذهبا يهوديّا[1]، وهذا خطأ معرفي ينكره السّامريون واليهود معا، والمشترك بين السّامريين واليهود ستة مرتكزات: جنس بني إسرائيل، وخاتميّة نبوة موسى، والإيمان بالأسفار الخمسة من التّوراة، والاهتمام بشريعة موسى الأولى، وتقديس يوم السّبت، والعمل بالوصايا العشر.
والسّامريون يرون أنّهم الوريث الحقيقي لبني إسرائيل، واليهود خليط من أجناس مختلفة بعد السّبي البابلي، ومصطلحي السّامريّة نسبة إلى السّامرة وهو متأخر، وكذلك اليهوديّة نسبة إلى مملكة يهوذا على الأشهر وهو متأخر، أي بعد انقسام مملكة إسرائيل الشّماليّة والجنوبيّة، ثمّ السّبي البابلي للجنوبيّة، وبعد مائتين سنة كان السّبيّ الأشوري للشّماليّة، فأدخل اليهود نصوصا وشرائع جديدة أي التّناخ والتّلمود ممّا جعلهم ديانة مستقلة.
والسّامريون من أسباط بني إسرائيل، سبط لاوي من أبناء يعقوب، وسبط منسي وأفرايم أبناء يوسف، ونسبوا إلى السّامرة عاصمة إسرائيل في الشّمال وسمو مخالفيهم اليهود نسبة إلى يهوذا مملكة إسرائيل، ويقدّسون جبل جرزيم في نابلس خلاف اليهود يقدّسون جبل صهيون، ولا يعترفون بالقدّس أو أورشليم، وتعاليمهم قريبة من الإسلام، ويقولون لا علاقة للهيكل بالمسجد الأقصى، ولهم توراتهم الّتي يعتبرونها أقدم توراة حتى الآن كتبت بالعبريّة القديمة، وتتضمن الأسفار الخمسة فقط.
وأركان ديانتهم خمسة: وحدانيّة الله تعالى، ونبوّة موسى، والإيمان بالأسفار الخمسة فقط أي التّوراة السّامريّة، وقدسيّة جبل جرزيم، والإيمان باليوم الآخر ثوابا وعقابا.
والسّامريون يصومون يوماً واحداً في السّنة، هو يوم الغفران ولمدة 26 ساعة، كما جاء في سفر اللّاويين: {وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ، وَكُلَّ عَمَل لاَ تَعْمَلُونَ: الْوَطَنِيُّ وَالْغَرِيبُ النَّازِلُ فِي وَسَطِكُمْ}، والصّوم مفروض على الجميع، كباراً وصغاراً بما في ذلك الأطفال، ويسمح للطّفل الرضيع تناول حليب أمّه الصّائمة فقط، لأنّه: “كلّ نفس لا تصوم في هذا اليوم تموت”، ويكون الصّيام عن كلّ شيء من الطّعام والشّراب والأعمال المنزليّة والعمل والدّراسة، ولا يمكن القيام بأي نشاطات دنيويّة، فقط يكون يومه للصّوم .والصّلاة، الّتي تكون عبارة عن ركوع وسجود، تتخلّلها تراتيل دينيّة باللّغة العبريّة[2].
[1] العقاد: عبّاس محمود، حياة المسيح؛ ط دار الهلال، 2014م، ص: 44.
[2] للمزيد ينظر: مقالة السّامريّة في موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينيّة؛ تأريخ الزّيارة يوم الاثنين 7 رمضان 1445هـ/ 18 مارس 2024م في الثّامنة مساء بتوقيت مسقط.