من حلقات الصّيام في الأديان على إذاعة مسقط أف أم
16 رمضان 1445هـ/ 27 مارس 2024م
القاديانيّة أو الأحمديّة نسبة إلى ميرزا غلام أحمد القاديانيّ، حيث نشأت في قاديان بالهند، في أوساط سنيّة صوفيّة حنفيّة، وترى هذه الطّائفة أنّ الميرزا غلام أحمد هو المهديّ المنتظر، والمسيح الموعود، وجاء لتجديد دين الإسلام، ويوجبون البيعة له، والخلفاء من بعده، وخليفتهم اليوم الميرزا مسرور أحمد، والقاديانيّة أنكرت الجهاد، ولها تأويلاتها الرّمزيّة الخاصّة كخاتم النّبيّين يعني أكمل النّبيين، بيد أنّها لم تعد نفسها دينا جديدا، وترى نفسها ضمن خطّ الإسلام، تؤمن بعقائده وأركانه، ومنها ركن الصّيام، فيصومون شهر رمضان كسائر المسلمين، ويتوقفون فيه عن الطّعام والشّراب من طلوع الفجر إلى غروب الشّمس.
وأمّا البابيّة فهي نسبة إلى الباب علي محمد الشّيرازيّ [ت 1850م]، نشأت في إيران في النّصف الأول من القرن التّاسع عشر الميلاديّ، وترى أنّها ترجع في أصلها إلى الشّيخيّة عند الشّيعة الإماميّة عن طريق كاظم الدّشتيّ أحد كبار علماء الشّيخيّة، وأعلن دعونه أنّه واسطة للظّهور الإلهيّ من بعده، وآمن به ثمانية عشر شخصا، ويكون هو التّاسع عشر، وبهذا يسمّون حروف الحيّ، ويرون أنّهم ديانة جديدة نسخت بعض أحكام الإسلام كالجهاد، وأقرت المساواة بين المرأة والرّجل، وللباب ألواح، والبابية لم تخرج عن الفقه الشّيعيّ الجعفريّ، ومنه الصّيام أيضا، يصومون رمضان من طلوع الفجر إلى بداية اللّيل، أو ظهور النّجم كالفقه الجعفريّ، ولهم تأويلاتهم الرّمزيّة أيضا.
وبمقتل الباب انقرضت شيئا فشيئا بعد انقسامات في داخلها، وانبثقت منها البهائيّة، نسبة إلى حسين علي النّوريّ الملقب ببهاء الله [ت 1892م] في إيران في النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر، وهو الّذي آمن بدعوة الباب الشّيرازيّ ، وأنّ حسين النّوري هو من بشره الباب بأنّه من يظهره الله، وموعود الظّهورات السّابقة، وأتى بكتاب الأقدس، وفيه نسخ للعديد من الأحكام القرآنيّة كالصّلاة والصّيام والميراث، وهذا الكتاب هو المقدّس عند البهائيّة، ولهم كتاب آخر له قيمته الدّينيّة وهو الإيقان والوديان السّبعة، وجاء من بعده وواصل مسيرته عبد البهاء عباس أفنديّ [ت 1921م][1]، ثم ابنه شوقي أفنديّ [ت 1957م]، وبعده بيت العدل وهو منتخب، ومركزهم حيفا، ويوجد ضريح بهاء الله في عكّا، ويستقبلونه في صلاتهم.
ويعتبرون أنفسهم ديانة مستقلّة، كما يؤمنون بوحدة الأديان، وليس عندهم فلسفة ختم النّبوات، فسيأتي رسل بعد بهاء الله، وعندهم ثلاث صلوات: الصّغرى والوسطى والكبرى، والصّيام عندهم تسعة عشر يوما، إذ تنقسم السّنة إلى تسعة عشر شهرا، لكلّ شهر تسعة عشر يوما، ويمتنعون في الصّيام عن الطّعام والشّراب من شروق الشّمس حتّى غروبها، ويصومونه في شهر العلاء من 2 إلى 20 مارس، وقبله أيام الهاء أربعة أيام أو خمسة أيام حال كون السّنة كبيسة[2]، يظهرون فيه الفرح ويطعمون الطّعام بين الجميع وخصوصا الفقراء والمساكين، وينهون الصّيام بعيد النّيروز، والصّوم عندهم من سنّ الخامسة عشرة إلى بلوغ سنّ السّبعين، ويسقط الصّوم على المسافر، وله الحريّة إن أراد الصّوم، كما يسقط عن المرضى والمسن والحائض والحامل والمرضع ومن يزاول الأعمال الشّاقة[3].
[1] ينظر: العبريّ: بدر، إضاءة قلم: التّعايش تأملات ومذكرات؛ ط الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء، عمان – مسقط، ودار مسعى، كندا، الطّبعة الأولى، 2019م، ص: 128.
[2] ينظر: العبريّ: بدر، التّعارف تعريف بالذّات ومعرفة للآخر؛ سابق، ص: 67 – 72. من خلال اللّقاء مع البهائيّ السّيّد كريس.
[3] ينظر: الكتاب الأقدس؛ طبعة بيت العدل، كندا، ص: 184 – 187.