حاولت أن أكتب في هذا الموضوع ولكن تراجعت قليلا حتى لا أظلم أحدا، وظننت أنّه بالنّظام الجديد ستنخفض الأسعار، ولكن لم يكن كالمتوقع!!!
في خلال عشر السّنوات الماضيّة ارتفعت الأسعار أكثر من ثلاثة أضعاف، ما سبب ذلك، هل يعود إلى جشع المجتمع المكي ومن يستثمر فيه، لتكون الحملات ذاتها ضحية، أم يعود الجشع إلى الحملات ذاتها!!!
خاصة وأنّ غالب الحملات تُسَكّن حجاجها في أماكن رخيصة، وبعيدة عن الحرم، والجميع يسكنون من دفع ألف أو ألفين أو أكثر في المخيم العمانيّ بمنى، وهو سيء في خدماته إلى درجة لا تليق بمواطن، فضلا أن يليق بمواطن عمانيّ خليجيّ!!!
والمطاعم هي ذاتها، والعديد يأخذ حافلاته من هنا، والتّذاكر تحجز منذ فترة مبكرة، والعديد يذهب في طائرات تجاريّة!!
حاولت قبل عام ألتقي ببعض الحجاج من باكستان وبنجلاديش والجزائر، ووجدت حجهم أرخص من حجنا، وأحيانا متقارب جدا، فهل يعقل حجنا أغلى من حجهم!!!!
أتصور هناك خلل، وأخشى أن يستغل هذا الخلل في الجشع الماديّ باسم خدمة ضيوف الرّحمن، أو بسم الدّين، مستغلين قوله تعالى: ليشهدوا منافع لهم في استغلال المواطن وحاجته لقضاء الفريضة، والآية لا يراد بها ذلك بحال!!
لذا من حق الحاج أن يعرف تكاليف الحاج من تذكرة ونقل وسكن وتغذية ومقدار الرّبج مع الخدمات الإداريّة والوعظيّة والصّحيّةالمقدمة ، بحيث يكون بشكل معقول!!
وهنا يجب على وزارة الأوقاف أو أيّ جهة معنية أن تلزم الحملات برفع تصور مالي محدد مع الإثبات فيما يتعلق بالجانب الماديّ عموما… لأنّه من حق الحاج وهو مواطن حفظ حقه، ومن حقه المسائلة، وأن تكون الجهة المعنية حافظة للحقوق من الطّرفين، وهذا يساهم في تطور الحملات وما تقدّمه للحاج!!
وعموما الحاج هو إنسان ومواطن قبل أن يكون حاجا، واستغلال حاجته نوع من الابتزاز، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نظلم الحملات، وهذا لا يتأتى إلا بشفافيّة واضحة من الجميع، وفق قانون عادل وصارم.
فيسبوك 1438هـ/ 2017م