1435هـ/ 2016م
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
من المستفيد أيها الأمة من هذا التفرق والتمزق، والتكفير واللعن والسباب …
ألا ترون الحضارات الأخرى كيف قامت وأين وصلت …
أمم اشتغلت بالانتاج والاختراع والابتكار، اهتمت بالتعليم وتأسيس المعرفة وبناء الإنسان …
ونحن أمة الإسلام والعرب خصوصا لا زلنا نعيش في خصومات القرون الأولى، وكأن الله كلفنا بذلك، فانشغلنا عن المعرفة والإنسان، لنعيش الماضي في سلبياته، أكثر من اهتمامنا بحسناته …
من المستفيد من هذه الدماء التي تراق باسم القرآن والأنبياء، ولماذا نشوه صورة الإسلام بمعولنا، تارة بحرق الأسرى، وتارات بترويع النساء والأطفال، وبالخصومات واللعن في القنوات والمواقع …
أهذه رسالة الإسلام، أهكذا نقدم صورة القرآن للعالم، أهكذا كان رسول الرحمة، ونبي الإنسانية، كلا وحاشا وألف حاشا …
ألا ترون العراق، وما العراق؟ مجد الحضارات، وعنوان العلوم والمعارف والفنون، أستاذ الشرق الكبير، بل أستاذ حضارات العالم أجمع، وآسفى أن تضيع هذه الحضارة في لمحة عين، فبالله عليكم أين ولدت مدارس الإسلام ومذاهبه، ومن أين انبثقت فلسفته وحضارته، ومن الذي درّس العرب الحاضر شرقه وغربه، إلا العراق، وما أدراكم ما العراق …
فيا أيها المؤمنون:
إنكم من آدم، وآدم من تراب، وربكم الذي تتوجهون إليه في صلاتكم واحد، وقبلتكم واحدة، وتصومون شهرا واحدا، أفلا يكفي هذا لنعيش أمة واحدة في ظل جامعة الإسلام النبيلة، والمقياس الذي تحاسبون عليه يوم القيامة واحد لا ثالث له، الإيمان وما يصدقه من عمل صالح، لا المذهبيات والطوائف البشرية، فهلا قدمنا للعالم حضارة العلم والإبداع والإنتاج والمعرفة، لا حضارة الصراع والتقتيل واللعن والسباب والتمزق…
“ونحن بنو الإسلام والله واحد وأولى عباد الله بالله من شكر”
وصدق الله العظيم:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.