سؤال وجواب

جواب: هل دلالة قوله تعالى: “وجنود لم تروها” على صحة رواية الحمامة والعنكبوت في الغار؟

1441هـ/ 2020م

الأستاذ العزيز شكرا لك

اولا الآية في سياق الخبر، على اعتبار النزول متأخرا اي بعد ثمان سنوات من الهجرة في سياق غزوة العسرة، فجاء التذكير بخبر الهجرة، وهو حدث مضى، واستخدم هنا ضمير الخطاب في حين لم يحضر أحد الواقعة عدا ابا بكر وربما نفر ممن أسلم كان حاضرا.

إذا القصة في سياق الخبر رغم استخدام ضمير المخاطب وهذا يسمى اسلوب التفات من الغائب [الحدث السابق] إلى المخاطب [المُستقبل]، بيد أنه في ذكر الجنود حدث التقييد (لم تروها) في فعل مضارع والأصل (ما رأيتموها)، وقد سبق الجزء بفعل الماضي (أنزل).

وهناك فرق في القصة بين الماضي والحاضر فذكر الماضي تحقق الوقوع كقوله تعالى: أوحينا إلى أم موسى فهذا قطعا حدث، أما المضارع فكأنك تعيش القصة كقوله تعالى: فلما أراد أن يبطش .. الآية وهذا كثير في القرآن يلتفت من الماضي إلى الحاضر فيبدأ بالماضي ليؤكد تحقق الوقوع ثم يجعلك تعيش القصة.

فالتقييد في الجنود مع الفعل المضارع فيه التفاتة إلى عظمة التأييد والنصر وإلا الحدث وقع كليا دون رؤيتهم وحضورهم جميعا لو أخرجنا أبا بكر من التثاقل لأن الخطاب للمتثاقلين وطبعا ليس منهم.

ولو كانت الجنود مرئية لأشار القرآن إلى هذه الآيات، فدل أنها كناية عن النصرة والتأييد، وهذا التأييد مستمر لا ترونه وهو واقع في الهجرة وسيقع أيضا في العسرة، لهذا ندرك سر الالتفات من الماضي المتحقق الى المضارع المستمر.

ثم القرآن عبّر بلفظة لا تحزن ولم يقل لا تخف؛ لأن النصر متحقق، ولكن الحزن على فراق البلد والاهل والمال لا يعوض بسهولة، فخفف عنه النبي عليه السلام بمعية الله، هذا والله أعلم.

السابق
جواب حول التشريع القرآني هل هو تشريع ابتدائي منفصل عما قبله
التالي
الرّسول الإنسان في القرآن
– تنويه:

عدد من الصور المستخدمة للمقالات مأخوذة من محرك google

اترك تعليقاً