الأستاذ الكريم: إ.م شكرا لك.
إذا كان النّحو وليد المعنى، فالفقه في نظري وليد البيئة، فالبيئة تؤثر سلبا أم إيجابا في عقليّة الفقيه.
وإذا نظرنا إلى هذا النّص من خلال عقليّة الإمام الشّافعيّ ت 204هـ، فهو ينطلق من المنطلق نفسه الّذي ينطلق منه أستاذنا الجليل صاحب المنشور ألا وهو إكرام المرأة، إلا أنّ النّظرة البيئيّة والزّمانيّة ستختلف.
فعند الشّافعيّ حسب بيئته وزمانه أنّ إكرام المرأة عدم خلطتها بالرّجال لغير حاجة ولا أقول ضرورة لأنّ الثّاني يخالف العقل والصّيرورة البشريّة، ولذا غالب الفقهاء لم يقل به، وعليه دفن المرأة مع الرّجل بدون عازل في المقابر الجماعيّة يراه الشّافعيّ امتهانا للمرأة، وعليه خلص من باب إكرامها وجوب عازل.
بينما أستاذنا المقباليّ لتطور الزّمن، وما تبعه من تطور النّظرة البيئيّة خلص إلى استهجان هذا الرّأي، وأتصور لو ولد الشّافعيّ اليوم لاستهجن نفسه ما قاله قبل ألف سنة.
وعليه كتب التّراث لابد أن تخضع للتّفكيك الزّمانيّ والبيئيّ، ولابد من قراءتها حسب الصّيرورة البشرية في طبيعة التّطور النّظري والعمليّ، وهذا ليس تهميشا لمن سلف، ولكن من باب احترام المعرفة، وعدم العيش في الماضي، والصّراع حول تراث أمم كتب الله لها الفناء كغيرها من الأمم، وكما سيكتب لنا نحن كذلك قريبا ولمن يأتي بعدنا.
1437هـ/ 2016م