فيسبوك 1436هـ/ 2015م
الأستاذ العزيز إ.غ
التّفاضل الحقيقي غيبي لسبب بسيط، وهو قوله تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى.
فأنا قطعا لا أعرف من الأفضل عند الله: فاطمة أو عائشة، أبو بكر أو عمر أو عثمان أو علي، …..
بل أنا لا أعرف نفسي أهي أفضل عند الله أم نفس أبي وأمي، وأنا تربيت في أحضانهما، فكيف بمن لم أعاشره، ولا أعرفه إلا بسير ومرويات كتبها بشر …
لو قال الله في كتابه فاطمة أفضل من عائشة لسلمنا تسليما، وبما أنه لم يقل فلا نشغل أنفسنا بمثل هذا، ولنترك الحكم والتفضيل للخالق، ويكفينا نفوسنا وعيوبها، وأبداننا وأمراضها …
ففاطمة وعائشة بحق قدمتا الشيء الكثير للإسلام ولرسول الإسلام، ونحن لم نقدم شيئا يسيرا ولو بمقدار ظفريهما رضي الله عنهما.
أمّا التّفاضل النّسبي أي الحكمي البشري فهذا واسع ….
فذاك قد يقدّم فاطمة باعتبار النّسب، وأنها بضعة رسول الله عليه السّلام ….
وآخر قد يفضل عائشة باعتبارها كانت محببة عند الرسول، وضحت بصغر سنها حبا له، ووقفت معه سنين طوال …
وآخر قد يفضل أحدهما باعتبار مرويات صحت عنده …
فالمسألة واسعة حكما ظنيا بشريا
كالخلاف أيهما أفضل أبو بكر أم علي …
أبو عبيدة أم حمزة … وهكذا دواليك
فهذا الحكم لا يجوز أن يتحول إلى حكم قطعي يفسق من خالفه، ويقدح فيمن قال بخلافه …
ولا يجوز أن يتحول إلى حكم غيبي، وينسب إلى الله، استنادا إلى مرويات ظنية، واجتهادات بشرية …
والأشد في هذا لا يجوز القدح في الشّخصيتين لاعتبارات تاريخية، وخلافات سياسية ….
وقد تحدثتُ عن هذا في مقال لي نشرته أكثر من مرة لعلك اطلعت عليه: مولد النبي ورمز الوحدة بين الأمة.
ولا شك ما قاله الدكتور عدنان هو حكم نسبي باعتبار النسب، وهو في نظري اعتبره حكما مخالفا للصواب، ونظرا ليس سديدا، مع احترامي الكبير له ولشخصه، ولك ولأصدقائك جميعا، دمت بود.