الفيلم التّأريخي الأمريكي “مفاتيح المملكة” والّذي مثله غريغوري بيك [ت ٢٠٠٣م] في عام ١٩٤٠م، ويحكي قصة القس الكاثوليكي الّذي ذهب للتّبشير إلى الصّين ممتهنا مهنة الطّب وعلاج النّاس بلا تفريق.
هذا الفلم يقربنا من صورة القس ويلز توماس الّذي خلف أباه شارون توماس، وارتبط اسمه بمستشفى الرّحمة الّذي افتتح ١٩٣٣م، وغيّر اسمه إلى مستشفى النّهضة بداية السّبعينات من القرن العشرين.
فيلم “مفاتيح المملكة” يجسّد الحالة المأساوية الّتي كانت تعيشها الصّين من فقر ومرض وحروب أهليّة، ومع معاناة هؤلاء وتركوا نعيم بلدهم، ومع فشلهم في نجاح التّبشير (التّنصير) بصورة كبيرة؛ إلا أنّ الحسّ الإنساني جعلهم يضحون بأعمارهم وأوقاتهم في مساعدة النّاس وعلاجهم بلا مقابل، كما يقول صادق جواد عن ويلز توماس: “[كنت] أرى – أي في الأربعينات من القرن العشرين – نموذجا مختلفا … وهو الطّبيب توماس، والّذي أتى إلى مطرح … فهو شخص بسيط جدا، إلا أنّه يقوم بعمل عظيم جدّا”. لعل هذا الفلم يربطنا بحال عمان والخليج يومها، ومن جهود فردية في مساعدة النّاس، رغم الفقر والألم، بخل التّأريخ في تدوينها، وركز على الحروب والصّراعات السّياسيّة، مع نسيان بعض الوجوه المشرقة ولو فردية، فلا يخلو مجتمع من أفراد يغلب عليهم الحس الإنسانيّ من المصالحيّ!!
نشر في بوستر لقناة أنس 1442هـ/ 2020م